كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

هؤلاء كان منحصرا في شعر وقصص عشيرتهم التي ينتمون أليها. ولم يظهر في كردستان الجنوبية شعراء عظام حتى أواخر القرن الثامن عشر. ولكن بعد ذلك أصبحت مدينتا (السليمانية) و (كركوك) موطني عدد جسيم من الكتاب الكبار والصغار يضيق بنا المجال عن ذكرهم هنا.
وتعد عشيرة (الملي) أكبر عشيرة بين العشائر الكردية في يومنا هذا، وموطنها في غربي كردستان الغربية.
وعشيرة (حسنانلو) التي تقطن سهلا من سهول أرمينية:
وعشائر (الهكاريين ومن معهم الذين تقع مواطنهم بين (وان) و (بتليس) وشرقي حدود فارس، ووادي الزاب الأعلى، وجزيرة ابن عمر، حتى تصل إلى حدود اربيل.
و (عشائر راوندوز) من الجنوب ومن معهم من العشائر القاطنة في غربي السليمانية وشماليها. كل هذه العشائر هي من (كرمانج) ومن ثم هي هكارية.
وتمتد منطقتهم نحو الجنوب إلى مدى بعيد حتى تصل إلى (قزل رباط) وطريق بغداد والى كرمنشاه، حيث عشيرة (الجاف) وهي عشيرة كبيرة لا تقل بيوتها عن عشرة آلاف خيمة كلها من الرحل ولغة هذه القبيلة هي الكردية الاصلية، ولكنها أصبحت اليوم مزيجا من لغات أخرى إذ لا تخلو من اصطلاحات وكلمات خاصة بقبيلة اللور.
ولغة (المكري) الذين تقع أراضيهم في جنوبي ارمية من حدود فارس ربما كانت افصح لغة كردية موجودة في يومنا هذا. وإذا قسنا عدد الأدباء المشهورين من أدباء الأكراد بهذا العدد الواسع من العشائر المعروفة نجده ضئيلا لا يكاد يذكر ولكن يجب أن لا ننسى أن عدم الدراسة والتنقيب في تاريخ هذه اللغة هما من الأسباب التي تطلعنا على سر هذه القلة أو الضآلة فالمستشرقون من علماء اللغات والآثار لم يهتموا بالتنقيب عن هذه اللغة ولا عنوا بدراستها عنايتهم بغيرها من اللغات وإذا فتشنا في بطون الكتب عن الذين تفرغوا لهذا البحث نجد الأمة الإنكليزية أقل الأمم اعتناء بها. وليس من الخطأ القول إننا لم نسمع بأن مستشرقا إنكليزيا في عصرنا هذا كتب شيئا أو ألف كتابا عن

الصفحة 681