كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

الصفة الثابتة وهي الصفة المشبهة
بين الصفة المشبهة وبين أسم الفاعل فرق من وجوه أحدها إنها لا تكون على وزن فاعل من الثلاثي إلا نادرا. الثاني إنها لا تصاغ إلا من الفعل اللازم. الثالث إنها تدل على الثبوت بخلاف أسم الفاعل فإنه يدل على التجدد والحدوث أي إنها تدل على صفة قائمة
بالموصوف بدون اعتبار الزمان بخلاف أسم الفاعل فإنه يعتبر في معناه الزمان. وسميت بالصفة المشبهة تشبيها لها باسم الفاعل في إنها تعمل عمل الفعل مثله فترفع الفاعل. ولما كان الإعراب معدوما في كلام العامة لم يبق لتشبيهها باسم الفاعل من سبب فوجب أن تسمى في كلام العامة بالصفة الثابتة لأنها تفارق أسم الفاعل في دلالتها على الثبوت دونه.
الصفة الثابتة تبنى من الثلاثي على أوزان مختلفة سماعية نحو حسن وكريم وشجاع وغير ذلك إلا إذا دل على لون أو عيب فتبنى الصفة الثابتة منه حينئذ على وزن افعل نحو أحمر واسمر واملح وادغم واعرج واشرح واعور واثول وغير ذلك.
ومن غير الثلاثي تبنى على وزن المضارع كاسم الفاعل نحو مستقيم.
اسم التفضيل
هو بمعنى أسم الفاعل إلا إنه يصاغ على وزن افعل من الفعل الثلاثي مقصودا به تفضيل شخص أو شيء على غيره نحو عباس اعقل من جاسم وهذا الثوب أحسن من ذاك. فالمقصود هو تفضيل عباس في العقل على جاسم وتفضيل هذا الثوب في الحسن على ذاك. ولا يبنى أسم التفضيل إلا من الثلاثي فقط وقد أجازت العامة بناءه من الأفعال الدالة على لون أو عيب وذلك غير جائز في اللغة الفصحى فأحمر واعرج وما أشبههما من الصفات الثابتة تستعمل في كلام العامة أسم تفضيل أيضاً يقولون هذا أحمر من ذاك أي أشد حمرة منه وهذا اعرج من هذا أي أكثر عرجا منه.
ويستعمل أسم التفضيل في كلامهم على وجهين أحدهما أن يكون مضافا غير مقترن بمن نحو اعقل الناس والثاني أن يقترن بمن كالأمثلة السابقة. وهو في كليهما يستوي فيه المذكر والمؤنث تقول زينب أحسن النسوان وجاسم

الصفحة 687