كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

إلى أيديهم بل إلى عقولهم.
29 - وقال أحدهم (بالشرير المتظاهر بصالح العمل) والمتظاهر هو المستعين أو المتعاون فكيف يكون المستعين بالعمل الصالح شريرا؟ هذا غريب من المعاني العجيبة. والأفصح (بالشرير المرائي) ولو جاء (المظاهر) دالا على التصنع لتركناه خشية الالتباس فعندنا (الرياء والتصنع والتكلف) وغيرها.
30 - وقال ناصح غيره مهمل نفسه (لان أقل سهو يحدث للمطالع يكفي (لإنقاص) إفادته وإمتاعه) والإنقاص لغة رديئة لا يستعملها الفصحاء لأن (النقص) متعد بنفسه إلى مفعول واحد والى مفعولين عند الحاجة. كقولنا: نقصك خالدا حقه ظلم ظاهر. فالفصيح أن يقول (يكفي لنقص إفادته). وبالنقص لقب يزيد الناقص لأنه نقص أعطية الجند.
مصطفى جواد

المدرس اللغوي
يا من على النشء والأخلاق يؤتمن ... وتستقيم به الأديان والسنن
بينا نهذب نشأ كي نثقفه ... دبت بخلقك في أخلاقه الفتن
لا در درك من غاو لامته ... منه تشعبت الأهواء والمحن
كنا نعدك تبني ركن صالحة ... حتى رأينا بك الأخلاق تمتهن
والشعب جسم وروح الشعب في خلق ... فان وهي الخلق يوما يوهن البدن
أنت المؤسس والباني لامته ... وفي يديك علاء الشعب مرتهن
أكرم بمنزلة التعليم من شرف ... يسمو به في الشعوب المصلح الفطن
ماذا تفيد دروس صرت تنشرها ... إذا غدوت لسوء الخلق تختزن؟!
هب أنت أعلم من إبليس مرتبة ... كل المصائب من إبليس والمحن!
بالله دع مهنة التعليم طاهرة ... واطرق سواها وإن ضاقت بك المهن!
رفقا بأخلاقنا رفقا بأمتنا ... فما لأخلاقنا يا مجرما ثمن
بكيت منك وأفرى مهجتي أسف ... ولج بين ضلوعي الحزن والشجن
الإسكندرية (مصر): محمد صالح إسماعيل

الصفحة 698