كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)
باب المكاتبة والمذاكرة
العقاد يكذب العقاد
مثال لشهوة الحقد والتقلب والخداع
قالت زميلتنا (السياسة) الغراء اطلع الذين يقرءون (البلاغ على ذلك السر الذي تناول به أحد محرريه عباس أفندي العقاد أعضاء الوزارة الحاضرة، إشباعا لشهوة الذين يعمل حضرته لحسابهم، ناسيا إنه هو نفسه قال في كثيرين، أعضاء هذه الوزارة نقيض ما يقوله اليوم. على إننا لا نود أن نناقش كاتبا يصل به التدهور في المروءة إلى أن يعيب إنسانا بأنه أجريت له عملية جراحية فالرجل الذي لا يقدر ما في هذا التصرف من نقص في الخلق حرام أن يناقش أو يعاتب! ولكننا نود - وقد كان مما تناوله العقاد أدب الأستاذ لطفي السيد وترجمته لكتاب (الأخلاق) - نود أن ننشر للقراء رأي العقاد نفسه في هذه الترجمة، وهو الرأي الذي نشره في عدد (البلاغ) رقم 677 الصادر بتاريخ 3يونيه سنة 1925. ضمن مقال في كتاب (الأخلاق)، مع العلم بأن العقاد أشد الناس حقدا على الناس. والحقد في نفسه طبيعة ليس من السهل التخلص منها فنحن لا نأخذه بما طبع عليه ولكننا نخاطب غير العقاد ممن لم تملأ السخيمة نفوسهم وهذه شهادته التي أشرنا إليها:
(عرفت اللغة العربية أرسطو قبل عدة قرون وأخذت بنصيب من هذا العقل الشائع كما أخذت بنصيب من المدنية والتاريخ ولكنها لم تحفظ لنا أثرا من آثاره الكاملة ولم تبق لنا من قضاياه وآرائه إلا ما تفرق في أثناء الكتب من نبذ مبتورة تنسب إليه تارة وتغفل من النسبة تارات. فلا نخطئ إذا قلنا أن اكمل آثاره في اللغة العربية هو هذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن وهو كتاب (علم الأخلاق) الذي نقله عن الفرنسية الأستاذ الفاضل أحمد لطفي
الصفحة 699
800