كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

جرم أنه بدل حبل الفقار بقوله حبل الظهر. وعرف اللغويون حبل الفقار بأنه عرق ينقاد في الظهر من أوله إلى آخره (التاج) والعرق في كلامهم هذا لا يعني ما يريد به الأطباء من باب التحقيق. بل ما يريد به اللغويون من باب التشبيه، فانهم يسمون بعض ما يمتد طولا حبلا وخيطا وعرقا. ففد قالوا مثلا العرق المدني، وهو دواء معروف في المدينة ويسمى في بعض ثغور خليج فارس شعرة الحية وهي الحية والصواب الشعرة الحية. كما سموا الجبل وحبل الرمل عرقا أيضا. كل لما في هذه المسميات من معنى الامتداد.
ومما ورد في تلك الصفحة عينا ونعده غلطا قوله: (الأشواك من الثياب الخشن لجدته. يقال: أشواك وحلة شوكاء) قلنا في هذا التعبير سقم تركيب ظاهر فكان يحسن به أن يقول: الأشواك من الثياب الخشنة لجدتها لتطابق الصفة الموصوف، لكن في التعبير غلط آخر وهو أنه لا يقال الأشواك جمعا لأشواك بل المفرد المؤنث شوكاء. وهناك غلط ثالث وهو كان يجب عليه أن يقول: الأشواك من الثياب الخشن فزاد الطابع الألف من عنده فصار الأشواك. على أن الأشواك نفسه غلط رابع وذلك لان الأشواك لم يرد مذكرا لموصوف مذكر بل سمع عنهم شوكاء صفة لحلة. فقالوا حلة شوكاء ولم يخطر ببالهم أن يقولوا: ثوب أشوك. لكنه نقلها عن محيط المحيط ولم يلتفت إلى ما فيه من الأغلاط الفظيعة الشنيعة.
وليت الأشواك يكون آخر غلط جاء في تلك الصفحة فقد ورد فيها غلط آخر وهو قوله: (وشال ميزان فلان غلت في المفاخرة). فلم نفهم هذا الكلام ولا المرد من قوله (غلت) إذ لا معنى لها هنا يوافق سياق الكلام وبعد أن فكرنا طويلا قلنا: لا شك أنه أراد: غلب (بصبغة المجهول) في المفاخرة. لكن المنضد قلب الباء الموحدة التحتية تاء مثناة فوقية فأنقلب المعنى ظهر البطن بل انقلب كلاما لا ظهر له ولا بطن، ولم يلتفت المصحح إلى ما حل
بالكلمة من التحويل والتبديل. وليس في آخر الكتاب تصحيح لأغلاط الطبع التي وردت فيه لتبرئه من كل تهمه والأغلاط التي فيه تشوه كل صفحة من صفحاته التي

الصفحة 70