كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

السيد وأتم طبعه في العام الماضي، فبر به لغته اصدق البر ورد إليها حقا وافيا من حقوقها بين اللغات في المعلم الأول، وجاءنا بدليل جديد على أن هذه اللغة اصلح في عصرنا حالا وأوفر قسما من العلم والأدب مما كانت في أبان المدنية العربية والدولة الإسلامية. لأننا نقابل بين ترجمة كتاب (الأخلاق) وبين ما اطلعنا عليه من بقايا ارسطو في الكتب المتفرقة
فنجد التفاوت واضحا بين الترجمتين ونرى مواضع كثيرة يبز فيها الأستاذ لطفي من تقدموه في الدقة والفهم وصفاء العبارة، وقل أن نرى موضعا ينعكس فيه هذا الحكم ويظهر فيه فضل للمتقدمين على الأستاذ في هذه الأمور).
بقي افتراء العقاد أن الأستاذ لطفي السيد لم يضع مقدمة لتعريبه كتاب (الأخلاق)، ويكفي في تكذيب حضرته أن يرجع القارئ إلى كتاب (الأخلاق) ليقرأ في أوله ذلك (التصدير) البليغ الذي صدر به الأستاذ الكتاب والذي استغرق 55 صفحة كاملة. وليحكم بعد ذلك على مبلغ أمانة (عبقري) البلاغ وصدقه. أهـ.
(لغة العرب) نأسف جد الأسف على هذا التدهور الخلقي والأدبي معا عند أديب مصري معروف يتشدق بنزاهة النقد ويتطلع إلى القيادة والإرشاد!
الكلمات تموت بعد استعمالها
قالت الأخبار: إن في اللغة الإنجليزية 20. 000 كلمة غير وهناك مستعملة دعوة حارة لإحيائها باستعمالها.
فماذا نقول نحن ومعظم كلمات اللغة العربية غير مستعملة. إلا أن الوقت قد حان للتزود من المادة اللغوية فإن من العار أن نهمل لغتنا إلى هذا الحد المزري. والذي جعل اللغة العربية تكاد تكون من اللغات الميتة أو التي يصعب استخدامها لنقل العلوم والمعارف والآداب وما هي كذلك وإنما كل لغة بأصحابها فإن نشطوا وبدت عليهم إمارات الحياة نشطت لغتهم ونمت وترعرعت.
وقد لفتنا نظر الأدباء والمشتغلين بنقل العلوم إلى العربية إلى ذلك.
ونهيب بهم مرة أخرى أن يفزعوا إلى المعاجم وأن ينقبوا في الكتب القديمة المهملة ويحيوا قدر ما يستطيعون في الكلمات والتعابير والاصطلاحات). أهـ.

الصفحة 700