كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

المراس ولا شمس الهجير فلينعما بهذين الوقتين. وقال:
فيا لي من ليل بحبك موثق ... وثاق الضواري في كناس الجاذر
إذا كان حبيبه يعرف أن الليل منه يوثق وثاق الضواري فلا وجه لخشيته إياه ولاسيما إذا
كان على الصفة التي يصف نفسه بها في قوله:
تطالع منه الهول سهلا مقاده ... رخاء غواشيه شجي الزماجر
وقد لا يرى الحبيب في هذا الضاري غير البلبل المغرد وقال:
ويا رب مرهوب السطا وهو مطلق ... إذا كف أضحى متعة للنواظر
ولم يجيء السطا جمع سطوة وقد ذكرنا ذلك من قبل و (كف مبنيا للمجهول - كما شكله - بمعنى جمع وضم ودفع فكأنه يقول كثير الضواري مثلي فهي المرهوبة السطوات عندما تكون مطلقة فإذا منعت عن الأضرار يسجنها في الأقفاص كانت متعة للناظرين. ونحن لا يسعنا في هذا المقام غير القول إنه أعرف بنفسه وقال:
أنا الليل فأطرقني على غير خشية ... ولج باب أحلامي وجل في حظائري
ولا احسب أن حبيبه ينخدع فيطرقه وهو ذلك الليل الموثق وثاق الضواري. ألا يحتمل أن يقطع وثاقه فيكون مطلقا مرهوب السطو فيا رب سلم.
وقال ص 172:
وسر حيث يخشى غيهب الليل نفسه ... وتعثر بالظلماء ظلماء كافر
يريد من حبيبه أن يطرق الليل منه على غير خشية فيسير حيث يخشى غيهب الليل نفسه وحيث الحبيب بالظلماء. أيظن الأستاذ حبيبه عنترة العبسي حتى لا يخشى كل هذا؟ وقال:
لتعلم ما الدنيا إذا غال غولها ... وأنت أمين من طروق الدوائر
وتعلم أن الشمس تكذب قومها ... إذا حدثتهم عن خفي وظاهر
فكم بين لآلاء الضحى من مناظر ... طوتها يد الأحداث عن كل ناظر
يقول إذا طرقتني وأنا الليل الموثق المرهوب السطوة كالضاري المكفوف ضرره علمت ما هي الدنيا وعلمت أن الشمس لا تظهر كل شيء فكم بين لآلاء الضحى من مناظر دموية أخفتها يد الأحداث عن الأنظار وكان الأحرى أن يخشى النهار وهو أنت أيها الحبيب أكثر من الليل وهو أنا. وقال:

الصفحة 712