كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

أنا الليل والسحر القدير أخو الدجى ... قديما فعاهدني ألست بساحر
(قوله والسحر القدير أخو الدجى) استئناف وقال مؤيدا ما عند حبيبه من سحر:
ألست ترينا حسن وجهك مفردا ... على حين إشراق الوجوه السوافر
فهذا هو السحر!!! وقال:
ألست ترينا القفر جنات رحمة ... إذا شئت والجنات شبه المقابر
وهذا السحر أيضا!!! وقال بعد بيت:
ويا ساحر ما السحر إلا ابتسامة ... تشب بها روحي وتطفئ ثائري
وإذا كانت الابتسامة وحدها السحر كما يفهم من الحصر فأين ما نسبه إلى ساحره من السحر قبل هذا البيت؟!! ولما كانت الابتسامة هي السحر فلا بدع في جمعها المتناقضين (تشب بها روحي وتطفئ ثائري!!!). وقال:
تبسم ألا يرضيك أن ابتسامة ... بثغرك أمضى من صروف المقادر
بلى وربك يرضيه رضا فاحشا وأنت لا تراه بعد هذا إلا مبتسما!!! وقال:
وان السماوات العلى لا تنير لي ... طريقا ولكن أنت تهدي ضمائري
ليست السماوات العلى بما فيها من شمس وقمر وكواكب هي التي تنير طريق الأستاذ العاشق ولكن الذي يهدي ضميره الذي هو بمثابة ضمائر هو جبين حبيبه وليس هذا من ساحر ببدع ثم تأتي أبيات على نمطه. وقال:
وأنت إلى لهو الطفولة مرجعي ... ولن يستطيع الدهر إرجاع غابر
يريد فأنت أقدر من الدهر وهذا من السحر أيضا!!! وليس حصره السحر قبل أبيات في الابتسامة منافيا لفحوى هذا البيت!!! فلعل الحبيب مرجعه إلى عهد الطفولة بالابتسامة نفسها! وأنا اصدق الأستاذ في إرجاع حبيبه إياه إلى عهد الطفولة فإن مثل هذه الأفكار لا تصدر إلا من طفل. وقال:
فلا تبتعد عني فانك راجع ... متى تبتعد عني بصفقة خاسر
لا يحذف جواب الشرط في الفصيح إلا إذا كان الشرط ماضيا فكان الأولى أن يقول (متى ابتعدت عني). وقال:
إذا شاركوني في هواك فما لهم ... سروري بما أصفيتهم وتباشري

الصفحة 713