كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

داود النجف خطط هو وأقرباؤه ساحة كبيرة اتخذوها مسكنا لهم في الجهة الشرقية من مشهد الإمام علي بمحلة تسمى اليوم البراق على مقربة من (جبل النور) واختار منها جامعا وهو الجامع المعروف حتى الآن (بجامع الطريحي). وقد نبغ من هذه الأسرة فريق كبير من العلماء والأدباء والشعراء ما لا يحصون عدا لكثرتهم. وقد طبقت شهرتهم الآفاق. وخدموا العلوم والفنون والآداب العربية خدمات جليلة تذكر فتشكر. كما تشهد بذلك آثارهم الموجودة في أيدينا على اختلاف مواضيعها وأساليبها. وقد استمر فيهم العلم حتى القرن الرابع عشر الهجري. وأشهر من نبغ من أساطين علماء هذه الطائفة في القرن الحادي عشر الهجري الإمام العلامة الشهير الشيخ فخر الدين الطريحي.
نسبه
هو فخر الدين ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ أحمد ابن
الشيخ طريح ابن الشيخ خفاجي ابن الشيخ فياض ابن الشيخ حيمة ابن الشيخ خميس ابن الشيخ جمعة ابن الشيخ سليمان ابن الشيخ داود ابن الشيخ جابر ابن الشيخ يعقوب المسلمي العزيزي المنتهي نسبه إلى حبيب بن مظهر (وزان مقدم) الاسدي صاحب الإمام الحسين عليه السلام.
مولده
ولد الشيخ فخر الدين في النجف سنة 979هـ في حجر والديه ذوي الفضائل وفيها نشأ مثال النزاهة والكمال ونال ما نال من العلوم العربية والأخلاقية والدينية والرياضية وغيرها. ومن مزاياه الخاصة إنه ما تناول فنا إلا أحرز فيه ملكة وبحث فيه وكتب وألف وصنف وأبدع.
مجمل أحواله
كان الشيخ فخر الدين أمام المصنفين. وجهبذا من جهابذة الحكماء واللغويين سار ذكره سير المثل. وضربت له آباط الإبل. وهو العالم المحقق، والمحدث

الصفحة 724