كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

جهرمي جهرم.
ومن غرائب وقوفه على علم الحيوان ما قاله عن التمساح فقد ذكر في مادة ت م س ح (؟) ما هذا حرفه: (التمساح (ولم يضبطه إلا بالقلم) حيوان مائي كالسلحفاة ضخم طوله خسة أذرع. . . اهـ.) قلنا: وأول شئ نعترض عليه هو ذكره التمساح في باب ت م س ح: وجميع اللغويين (ما خلا صاحب محيط ومن نقل عليه) ذكروه في م س ح لان التاء زائدة وهي في ما أظن - أداة التعريف للمذكر عند القدماء المصريين والكلمة مصرية.
والشيء الثاني الذي نأخذه عليه أنه تابع صاحب القاموس في قوله؛ حيوان مائي كالسلحفاة، وهو تعريف يصح أن يذكر في أبينا آدم أو نوح أو أحد الأدباء الاقدمين، أما اليوم فهذا التعريف يبعث على الضحك والأغراب فيه. ولو تابع صاحب المصباح لكان احسن - ثالثا أن في التمساح لغة ثانية ذكرها صاحب المصباح وهي التمسح بحذف الألف. وهذه عبارته في مادة م س ح والتمساح من دواب البحر يشبه الورل في الخلق لكن يكون طوله نحو خمس اذرع واقل من ذلك. . . والتمساح كأنه مقصور منه والجمع تماسيح وتماسح اهـ - رابعا: قال خمسة اذرع كما نطق به المجد الفيروز ابادي والمشهور أن الذراع مؤنثة وإن كانت تذكر فاتباع الأفصح المشهور خير من اتباع القبيح المهجور. قال ابن بري. الذراع عند سيبويه مؤنثة لا غير ولم يعرف الأصمعي التذكير في الذراع (راجع لسان العرب وتاج العروس) ومع ذلك أننا لا نخطئه لكونه ذكر تذكيره هنا إنما نقول كان الأحسن أن يذكر، لان حضرة المؤلف الجليل يرمي دائما إلى الفصيح بل إلى الأفصح على ما يرى من كتاباته وتأليفه. - خامسا كنا نود أن يعرف الحيوانات والنباتات والجمادات تعريفا علميا عصريا فإن أبناءنا قد ملوا هذه التعريفات القديمة لأنها غير محققة وتنافي تقدم العلوم الطبيعية على ضروبها.
له تلو
(ملاحظة) جميع الهدايا التي وصلت إلى إدارة هذه المجلة ولم نتكلم عنها إلى الآن، يأتي البحث عنها في جزء قادم إذ نرصد لباب المشارفة صفحات أكثر لكي لا يتأخر البحث عنها أكثر من هذه المدة.

الصفحة 73