كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)
لواء بغداد
(صورة) عبد الرزاق الحسني
صديقنا السيد الحسني شاب في مقتبل العمر. ولوع بالبحث والتنقيب عن المواضع العلمية والتاريخية وتشهد له بذلك مقالاته الممتعة التي لا يزال ينشرها بين آونة وأخرى في المجلات المصرية والسورية والعراقية وقد ألف ونشر حتى الآن ثلاثة كتب صادفت رواجا واستحسانا. وهذه الكتب هي: 1 المعلومات المدنية و 2 تحت ظل المشانق و 3 رحلة في العراق. وهو اليوم مشغول بكتابه الجديد (مباحث في العراق) الذي ينشر بعضا من فصوله البلدانية.
ولد هذا الشاب عام 1321 هـ. من والدين شريفين وأسرته شهيرة في بغداد. وقد أتم تحصيله الابتدائي في المدرسة الجعفرية ببغداد. وفي عام 1338 هـ انتقل إلى النجف بانتقال والده إليها حتى إذا وضعت الثورة العراقية أوزارها، عاد إلى العاصمة ودخل دار المعلمين وتخرج فيها.
ولصاحب الترجمة مبادئ سياسية لا تتفق وموقف البلاد السابق. وقد اضطهد من اجلها مرارا. وهو صاحب جريدة الفضيلة ببغداد وجريدة الفيحاء بالحلة وقد عينه فخامة الهاشمي باشا لوظيفة (معاون محاسب وزارة المالية) بعد أن أقفلت الحكومة جريدتيه في بغداد والحلة وخرج موقفه وهو لا يزال في هذه الوظيفة.
(لغة العرب)
لواء بغداد، مركزه مدينة بغداد عاصمة الرشيد بالأمس وعاصمة الملك فيصل اليوم. اختطها الحجاج بن ارطأة وأبو حنيفة النعمان في أبدع بقعة من بقاع الشرق فجاءت آية في العمران والعظمة. تمر بها دجلة فتشقها شقين كبيرين هما: الرصافة والكرخ ولكل من هذين الجانبين مناظر بديعة تأخذ بمجامع القلوب.
تطل قصورها الفخمة ومبانيها اللطيفة على دجلة فيخيل إلى الناظر إنه في بقعة من بقاع الجنة. تشرق عليها الشمس نهارا فتنير أرجاءها وتصور فيها أشكالا نضرة خلابة. وإذا طلع عليها القمر ليلا كساها حلة فضية هي أشبه
الصفحة 746
800