كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)
فاقطعه إياها وكان الخصي من عباد الأصنام ببلده فقال: (بغ دادي) أي الصنم أعطاني وقيل بيغ هو البستان وداد أعطى وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال بغ داد فسميت به ويرى جماعة من أفاضل العراقيين ومنهم للعلامة الكرملي أن أسم بغداد ارمي مبنى ومعنى ويستدلون على ذلك بأن الفرس لم يدخلوا العراق إلا في المائة الرابعة قبل الميلاد على عهد كورش وبغداد معروفة بهذا الاسم قبل الفرس بمئات من السنين فكيف تكون الكلمة فارسية الأصل؟!!.
ومهما اختلفت الأفكار وتباينت الآراء في هذا الصدد فبغداد مدينة وجدت قبل الإسلام بهذا الاسم وكانت قبل أن يمصرها المنصور قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة
فيأتيها تجار الفرس والأهواز وسائر البلاد، وربما كانت سوق الغنم فيها من أشهر أسواقها
وبغداد اليوم أعظم وأكبر مدينة في العراق. جاداتها واسعة، وأسواقها منظمة، ومبانيها فخمة. وقصورها شاهقة. وتجارتها واسعة وعمرانها بديع وسكانها كثيرون. ومدارسها عديدة، ومعاهدها حافلة بطلاب العلم، ونواديها مكتظة برجال الأدب، وهكذا ترى فنادقها وعلى وجه العموم إن الرجل في بغداد يجد من وسائل الراحة ورغد العيش ومظاهر العلم والتربية ما لا يجده في أية بلدة عراقية أخرى.
تنظيمات اللواء
يتقوم لواء بغداد من مركز اللواء وتتبعه أربع نواح، ومن ثلاثة اقضية أخرى. أما مركزه فمدينة بغداد وقد سبقت الإشارة إليها. وأما نواحيه الأربع فهي:
1 - ناحية الكرادة - وهي مساكن لطائفة من الفلاحين الذين كانوا يسقون بساتينهم بالكرود ولهذا نسبت البقعة إلى أصحابها ويبلغ عدد أهلها (15. 000) نسمة وهي ما كان خارجا عن بغداد المدينة نحو ميلين جنوبا وفيها عدة قصور لتجار بغداد ومثريها وهي تعد اليوم مصيفا لبغداد لجودة هوائها واعتدال طقسها
الصفحة 748
800