كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

مسنودا إلى أحد أعضاد الحفرة، ووجدت طرف أخرى صغيرة دقيقة الصنع بديعة، العمل وأفخرها تمثال قرد وعلو هذا التمثال خمسة أثمان العقدة (البوصة).
والذي يزيد أثمان هذه الطرف إتقان صنعها في ذلك العهد الواغل في القدم ومما يؤسف عليه أن نفائس الفضة والنحاس لم تصبر على مقاومة الانحلال في تلك المدة المديدة،
ففقدت شيئا كثيرا من رونقها.
على أن جام الذهب المزخرف الذي كان خارج التابوت يضارع في صناعته ونقشه القناع الذهبي، وفي داخل التابوت كان أيضاً جام ذهب أملس للشرب لم ينقش عليه سوى اسم صاحبه ولقبه موصوفا ببطل الطيب الذكر. ومن أقوى الأدلة على جاه المدفون وغناه أن سلاحه كان الذهب أو من مزيج الذهب والفضة.
ومن جملة البدائع عالي الصدر من الفضة يشبه في شكله وحجمه أباريق الحجر التي يتخذها الكهنة في أثناء تقديم الذبائح لمعبوداتهم. وكان في القبر عدد من آنية الفضة والنحاس. وكثير من الحراب. وقد غرزت في الأرض حول النعش وأسنتها منكسة تنكيس الأسلحة في جنازات العصر، ما عدا حربة واحدة تتصل عقدها شيئا بشيء بينها حلقات من الذهب تشبه الخيزران وكانت أسنتها إلى فوق وهي التي هدتنا إلى قبر الملك، أو قبر الأمير أن لم يكن ملكا.
وخلاصة القول أن الآثار الكثيرة التي وجدت في القبر كافية لتوسع نطاق أكبر المتاحف، وتمد المؤرخين بآثار تساعد على إضافة شئ جم إلى التاريخ القديم أو قل: إلى تحريره وتقويمه.
واكتشف المنقبون الإنكليز في كيش (الاحيمر) عجلة صغيرة، ومسامير دواليبها ضخمة الرأس مقببة كالمسامير التي ترى اليوم على أبواب دور بغداد القديمة؛ وبعض تلك المسامير تشبه مسامير نعال الخيل. ويقال أن عهد هذه العجلة يرجع إلى قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة أو اكثر.
وعثروا أيضاً على جماجم وصقل (هيكل عظام) كانت موضونة في طرف العجلة ووجدوا آثارا بينة تدل على مواطن قصور ملوك كيش في سابق الزمن. وقد دفعت هذه الدفائن أولئك

الصفحة 75