كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)
مركز قضاء المحمودية.
والمحمودية اليوم بليدة قليلة العمران والمباني تبعد عن بغداد نحو 21 ميلا يمر بها الخط الحديدي الكبير (من بغداد إلى البصرة) وتمر جميع السيارات في طريقها إلى مدن الفرات الأوسط وقد أحصت الحكومة نفوس القضاء مؤخرا فكانوا 29. 981 نسمة.
للقضاء ناحية واحدة مع شعبة: أما الناحية فهي (اليوسفية) وليس فيها قرية ولا دور سوى صرح للحكومة قائم في محل جميل على نهر اليوسفية المتشعب من الفرات مع دائرة للري وإما الشعبة فهي شعبة المحمودية وهي داخلية.
مياه اللواء
يشترك الفرات مع دجلة وديالى في إرواء الأراضي والمزارع الغربية من لواء بغداد على الوجه الآتي:
يدخل دجلة لواء بغداد من محل يقع بين تكريت وشرقاط اسمه (الفتحة). وهو الحد الفاصل بين لواءي الموصل وبغداد ثم ينحدر نحو تكريت فسامراء فبلد فالكاظمية فبغداد وقبيل وصوله إلى نادية بلد يتشعب منه نهر عظيم يذهب إلى ناحيتي (بلد وسميكة) ويضمحل في مزارع الأخيرة منها وهذا النهر هو دجيل كأنه (تصغير دجلة) الشهير في زمن العباسيين.
ثم أن دجلة بعد أن تخرج من بغداد يصب فيها نهر ديالى في موضع يبعد عن العاصمة نحو 15 كيلومترا وتذهب بعدئذ إلى ناحية سلمان باك فأراضي لواء الكوت.
أما الفرات، فإنه بوصوله إلى (الصقلاوية) من أعمال لواء الدليم يتشعب منه نهر كبير يدعى (القرمة) وهذا النهر بعد أن يجتاز أراضي الدليم الواقعة في جهة (الجزيرة) ويسقي أراضيها. ينحدر نحو هور عقرقوف التابع للواء بغداد. وهناك تتفرع مياهه أربعة فروع تسقي زهاء 30. 000 دونم ويضمحل في البزائز (أي ذنائب النهر أو منتهاه) ولو سمحت دائرة الري بجعل مياه (القرمة) تجري على حالتها الطبيعية فتروي ما يحيط بالجانب الغربي من بغداد والكاظمية من الأراضي القاحلة، لجعلتها جنات وبساتين تدر على الخزينة مالا وفيرا كما
الصفحة 752
800