كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)
قبر الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة
-
شاع منذ أجيال عديدة وأيقنت الحكومة العثمانية وعلماؤها في العصور الغابرة والحاضرة مع مؤرخيها وكتابها أن القبر الذي في باب مشهد الإمام موسى ابن جعفر (رض) والواقع في مقابر قريش (وهي الكاظمية اليوم) هو قبر الإمام أبي يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة (رض) ولم تزل الحفاوة به والاحترام لقبره يزدادان مع الأيام وقد كانت الهدايا من سلاطين آل عثمان تتوارد الواحدة تلو الأخرى ويجدد مسجده كلما آل إلى الخراب. وتعتني دائرة الأوقاف بصرف ما يحتاج إليه مسجده من اللوازم وغيرها بغيرة عظيمة بدعوى أن صاحب القبر هو الإمام أبو يوسف قاضي القضاة في زمن الرشيد وصاحب أبي حنيفة.
ولكني قرأت في الجزء الثاني من وفيات الأعيان صحيفة 40 (في ترجمة أبي يوسف يعقوب بن صابر الملقب بنجم الدين الشاعر) ما خلاصته: (وتوفي ابن صابر المذكور في ليلة الثامن والعشرين من صفر سنة ست وستمائة ببغداد، ودفن يوم الجمعة غربيها بالمقبرة الجديدة بباب المشهد المعروف بموسى بن جعفر رضي الله عنهما). انتهى: ولما راجعت ترجمة الإمام المشار إليه في الكتاب نفسه وجدت في صحيفة 307 ما خلاصته. (أن الإمام أبا يوسف توفي يوم الخميس أول وقت الظهر لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة ببغداد. انتهى) ولم يعين محل دفنه.
وقد أخبرني بعض المعمرين أن قبرا بجنب قبر (الست زبيدة) تحت القبة التي في الشونيزي (مقبرة معروف الكرخي) ينسب للإمام أبي يوسف وزاد إنه رأى كتابة على جدار القبة عند رأسه تشعر بدفنه هناك. وهذا أمر ثان لابد من الركون إليه والتبصر فيه وهو إن زبيدة زوج الرشيد توفيت سنة 210هـ
الصفحة 754
800