كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

ومغالطاته ومجالس الباطل التي يعقدها لنفسه. . . ونحن نؤمن بحرية النشر ونرحب بأي دفاع يكتب لنا عن العقاد، ولا نتردد في نشر نماذج من شعره ونثره حتى لا نقف مرة في موقف التحامل الذي نبغضه اشد البغض، ولكننا لا نبالغ إذا قلنا بأنه ليس في الإمكان تهيئة دفاع صالح عن رجل أصبحت سيئاته وإساءاته وشذوذه وأنانيته ومصارعته للحق أضعاف أضعاف ما له من حسنات، ولن يجديه
فتيلا أن يتظاهر بالأبهة والعظمة كصفوة الأرستقراطية، ولا أن يلقبه بعض صبيانه بزعيم الأدباء المجددين، إذ لن يقبل هذه الزعامة المزيفة الطائشة أي أديب مخلص يحترم نفسه ويؤمن بقول الشاعر:
لا خير في أدب لمن لم يتخذ ... من طبعه طبعا ومنه أصولا
المصدر على وزن مفعول
في مختار الصحاح (وقد عقل من باب ضرب و (معقولا) أيضاً وهو مصدر وقال سيبويه (هو صفة) وقال إن المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة) فأقول: إن كتب اللغة ذكرت كثيرا من المصادر على وزن (مفعول) منها (المفتون والمعسور والميسور والمحلوف والمجلود) وعندي أن (المجيء والمزيد) كالسابقات فاعتراهما الإعلال بعد أن كانا على ذلك الوزن لان اصلهما (مجيوء ومزيود) ولكن مختار الصحاح لم يذكر ذلك. أما قول سيبويه فغير مقبول لأمور ثلاثة:
1 - إن المجيء والمزيد على وزن المبيع والمدين. ولم يشك لغوي في مصدريتهما لأنهما مصدران ثابتان، وبذلك بطل ادعاء سيبويه أن المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة.
2 - بعض هذه المصادر هي لأفعال لازمة المعسور والميسور والمحلوف ولا يصاغ أسم المفعول من الفعل اللازم إلا بإحدى الوسائط الثلاث التي ذكرها النحويون.
3 - قد يحل المصدر محل الاسم في الاستعمال فقد قيل (شاهد عدل) و (شاهدان عدل) وشهود عدل) عوضا عن (شاهد عادل) و (شاهدان عادلان) و (شهود عادلون) فالميسور وما على وزنه من المصادر يستعمل ذلك الاستعمال. قال في المختار: (وأما قوله تعالى: خذ العفو أي خذ (الميسور) من أخلاق الرجال ولا تستقص عليهم) أهـ. وذلك التعبير مثل قولك (خذ العدل من الشهود) أي العادلين.
مصطفى جواد

الصفحة 761