كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

متفرقة ومتباعدة وقد تكون متقاطعة ومنعقفة فشبه الوفاق بالآلة الأولى وشبه الشقاق بالآلة الثانية والصيغة كما لا يخفى أسم آلة أما حضرة المصحح فإنه فسرها في الحاشية بالاختلاط والتنازع وإن لم تضحك من هذه فسوف يضحكك ما يليها ففي الصفحة نفسها قول بعض البلغاء: (في إحدى سني القلم أري
وفي الأخرى شري) ففسر حضرته (الشرى) بالخراج المعروف وهو بهذا المعنى لو كان مقصورا على وزن (فتى) لكن مراد القائل ما يوازن (الاري) وتفسيره على هذا الوزن (الحنظل) وهو الذي يناسب المقام لفظا ومعنى.
وفي ص 282: (ويقال أيضاً كانت عليهم كراغية السقب يعنون رغاء بكر ثمود حين عقر الناقة قدار) هذا نص عبارة المؤلف وهو نفسه فسر السقب بالبكر أي ولد الناقة فأتى المصحح وركب عشواء وقال: (السقب والصقب بفتحتين القرب وفي الحديث الجار أحق بسقبه) فأين هذا من ذلك؟
وفي ص 284 قول بعض العرب في وصف ناقة: (الإبل سفن البر وجلودهما قرب ولحومها نشب وبعرها حطب وأثمانها ذهب) ومعنى النشب المال كما هو معروف أما المصحح - وهنا تسكب العبرات - فقد قال: (النشب جمع نشابة) فوقع في خطل مركب: أولاً إن لحوم الإبل ليست نصولا جارحة فتسمى نشابا. ثانيا إن النشابة جمعها نشاب بإسقاط الثاء كتفاحة وتفاح.
وفي ص 286 في بحث (أشقر مروان) قال المؤلف: (هذا فرس مشهور كان لمروان بن محمد آخر ملوك بني مروان وهو يعدل شبديز ابرويز في الحسن والكرم حتى صار مثلا لكل ظرف - كذا بالظاء - عتيق وفرس كريم) فقال المصحح في الحاشية: (الظرف واحد الظرفاء والظراف وهو المشتمل على طباع كريمة) فهل رأيتم بالله عليكم بلاهة توازي هذه البلاهة؟
أولاً إن الظرف ليس واحد الظرفاء والظراف بل واحدهما ظريف وثانيا إن الصواب (طرف) بالإهمال والكسر ك (سرب) الكريم من الخيل وهو المناسب للمقام.
وفي ص290 بيت من قصيدة أبي دلامة:
وتحفى أن بسطت لها الحشايا ... ولو تمشي على رمث الرمال

الصفحة 763