كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

أشار إلى ذلك الأب انستاس في معرض الدفاع عني. وليس في هذا الجزء ما نحن بصدده من الكتابات ولم اطلع على الجزء الذي تلاه بالنشر - ولا أدري إذا كان هذا الجزء هو الذي قال عنه أحد الناقدين إنه صدر قبل أيام في القاهرة - لأتبين أكانت الكتابات التي تناولتها في مبحثي قد نشرت أو لم تنشر بعد! فهل يريد صاحبنا أن يقول إنني اطلعت على مسودات فإن برشم ونقلتها عنه والرجل كان يقيم في وطنه سويسرة ولم يتسن لي الاجتماع به. على إنه لو فرضنا أن فإن برشم قد نقلها إلى مجموعته فلا يمنع هذا من اطلاعي عليها قبله أو بعده وتعليقي عليها بما قدرت عليه.
وعلى ذكر هذه الكتابات أرى أن اذكر اهتمام أحد أساتذة اللغة بها فقد قال لي أن نشرها
على طرازها الأصلي قد أفاد العلماء معرفة طريقة الكتابة في القرن الثالث الهجري وانه لو لم يكن من وراء نشرها سوى هذه الفائدة لكفى.
2 - يؤسفني أن أقول إنني لم اطلع على ما كتبه الأستاذ يني في المقتطف الأغر قبل سبع وثلاثين سنة تعريبا لما كتبه كليرمون غانو وتعليقا عليه ولكن الذي ألاحظه أن الذي كتب عنه الأستاذ هو المبحث الخاص بالكتابة الأموية المشوهة. وهذه الكتابة ليست من موضوع مقالتي (الكتابات الأثرية العباسية في فلسطين) وإنما ألحقتها بها بسبب التحريف الذي نالها في زمن المأمون العباسي وإذا فليست هي موضع الجدل وإنما كان يجب أن يقصر النقد على الرقيمين العباسيين اللذين بنيت مقالتي عليهما. وأنني اشكر لكل من يكشف لي الغطاء عنهما ويثبت لي بالبرهان انهما قد نشرا قبل أن أنشرهما سواء بالمقتطف أو غيره من المجلات والكتب فإن الكاتب لا يستطيع الإحاطة بكل ما يكتب ولا يفي العمر لقراءة جميع الكتب.
ولو كنت عند ظن أصحابنا النقدة أنني أتناول ما كتبه غيري وانسبه لنفسي لكنت كتمت أسم كلرمون غانو الذي نقلت عنه الرقيم العباسي الثالث المدرج في الجزء الثامن (م 6 ص583) ولم أشر إلى فإن برشم أيضاً فإن في كتم ذلك تضليلا للقراء وتوهيما لهم بأنه من اكتشافاتي الخاصة وهو شيء لا أقبل به ولا أقره.

الصفحة 777