كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

3 - ويؤسفني أيضاً أن أقول إنني لم أقرأ مقالة صديقي العلامة الجليلي الأستاذ أحمد زكي باشا في الهلال في حينها لأنقل عنها ثلاثة أرباع ما في مقالتي ولا أعني بذلك إنني استكبر النقل عن الأستاذ الثقة ولكني أقول الحق. وكم كنت أتمنى لو أن الناقد البصير أتى ببعض عبارات الهلال وقابل بينها وبين أقوالي لاقتنع من عند نفسي بتوارد الخاطر ووقع الحافر على الحافر على إنني اربأ بصديقي الزكي أن يكون قد استفاد من فإن برشم ولم يكن قد نشر الجزء الذي يتضمن هذه الكتابة بعد، ولعله لم ينشر إلى الآن، أو أن يكون قد انتفع بكلرمون غانو ولم ينسب أليهما ما نقله عنهما.
لذلك فقد قرأت الآن المقالة الزكية الواردة في المجلد الثاني والثلاثين في الصفحة 41 وعنوانها (الآثار المصرية بين يدي الملك والدين) فإذا بصاحبنا ينسب كل شيء إلى أهله شأن العلماء الأمناء واليك ما قاله في هذا الصدد بعد ذكر ما صنعه المهدي في الروضة
النبوية في المدينة المنورة يثرب من استبدال أسم الوليد بن عبد الملك على الطراز باسمه:
(ونظير ذلك ما فعله المأمون بالهرم الكبير وأمره معروف. لكن الذي لا يعرفه الأكثرون هو ما فعله بقبة الصخرة المعظمة في بيت المقدس. وفد عليها في رحلته إلى مصر فرأى ما بهره مما لا يزال إلى الآن فتنة الناظرين وأعجوبة العالمين فتشبه بجده المهدي في فعلته بالروضة النبوية. وذلك إنه أمر برفع قطعة من القاشاني عليها أسم عبد الملك بن مروان وأمر بتقليد قاشاني يشابهها وطبخ اسمه عليها ثم وضعها بدل التي انتزعها واستراح خاطره وظن أن السرقة قد تمت له على ما يشتهي وإن الأجيال الآتية ستتخيل وتتخيل إنه هو الذي بنى هذه العمارة الفائقة بل هذا الأثر الوحيد في المشرقين والمغربين.
وقد أعماه الله عن إتمام الخديعة فلم يتفطن إلى أواخر الحجارة المرقوم عليها سنة العمارة فبقيت الكتابة الأثرية إلى يومنا هذا كما شاهدتها بعيني شاهدا على جنايته الأدبية وبرهانا قائما على تزويره.
والفضل في اكتشاف هذا التزوير يرجع إلى المستشرق الفرنسي

الصفحة 778