كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)
كليرمون جانو فهو أول من تفطن إليه ونبه عليه وكتب بذلك فصلا بجرنال آسية سنة 1887 ص 484 وضمنه صورة الكتابة منقولة بالفوتوغرافية.) أهـ. كلام زكي باشا الذي نشر في الهلال صورة تلك الكتابة.
وقد نقلت عبارة زكي باشا القصيرة بحروفها ليتبين القارئ من خلال السطور إنه لم يستعن بمقالة جرجي يني ومجموعة فإن برشم وإن كان استفاد من مقالة كلرمون غانو فقد نوه بها وأشار اليها، وانني لم أنقل ثلاثة أرباع ما كتبته عنه فإن ما كتبه زكي باشا أيضاً يتعلق بالكتابة الأموية.
وأنت ترى أنني لم اتفق في الرأي مع الصديق الزكي فقد زعم أن تلك الكتابة قد طبخت على ألواح القاشاني وزعمت إنها رصفت بحجارة ملونة من نوع الفسيفساء ولعل لصديقي بعض العذر فيما يقوله فإن الفسيفساء على ما حددها صاحب القاموس (ألوان من الخرز مركب في حيطان البيوت من داخل وكتابة عبد الملك ليست بالخرز وإنما هي من حجارة ملونة صغيرة الحجم سميناها بالفسيفساء قياسا على أمثالها من الخرز واستنادا إلى ما جاء في معلمة لاروس في التعريف بالفسيفساء بقولها:
(الفسيفساء: مادة مركبة من قطع مجموعة (حجارة وتراب مطبوخ مطلي بالجلاء وزجاج وخشب مختلفة الألوان: يتألف من مجموعها نوع من الأصباغ).
وقولها أيضا:
(أن المادة الأولية للفسيفساء مؤلفة من قطع رخامية صغيرة مختلفة الألوان مربعة الأشكال ومن قطع صغيرة طبخت من تراب ملون طلي بالجلاء.)
والظاهر من قول المعلمة إنه يراد بالقطع الترابية المطلية بالجلاء القاشاني.
على أن في بلاد الأندلس ضربا من القاشاني كثير اللمعان تزين به القباب والمناور ويصنع هذا النوع الذي يسمى عندهم جليز في بلاد المغرب وهي تصحيف زليج.
وفوق ذلك فإن صديقي نقل الكتابة على الوجه الآتي:
(بنى هذه القبة المباركة عبد الله عبد الله الإمام المأمون أمير المؤمنين في سنة اثنتين وسبعين تقبل الله منه ورضى الله عنه آمين.)
وأنا نقلتها ومقدمتها التي هي:
الصفحة 779
800