كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

أما استناد المجلة إلى القاموس فهو مردود لأن التفعيل في مثل أبرت النخل أبرا أي لقحته وأبرته تابيرا للمبالغة والتكثير موقوف على السماع فقد جاء في كلام العرب عضده يعضده عضدا مثل نصره نصرا وزنا ومعنى ولم يجيء في كلامهم نصرة ينصره تنصيرا للمبالغة والتكثير في النصر أي الإعانة وغير هذا كثير.
وحيد
صحة لفظ التعضيد
علينا قبل الجواب، أن نعلم:
1 - إن الإمام الشافعي قال: (لسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا. ولا نعلم أن يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجودا فيها من يعرفه) (المزهر طبع بولاق 1: 34).
2 - قال الزبيدي صاحب أعظم معجم عربي وجد إلى اليوم في آخر كتابه: (وأما الاستيعاب (استيعاب ألفاظ اللغة) فأمر لا يفي به طول الأعمار، ويحول دونه مانعا العجز والبوار، فقطعته والعين طامحة، والهمة إلى طلب الازدياد جامحة، ولو وثقت بمساعدة العمر وامتداده، وركنت إلى أن يعضدني التوفيق لبغيتي منه واستعداده، (لضاعفت حجمه أضعافا، وزدت في فوائده مئين بل آلافا. . .) أهـ.
وهذا كلام واضح في أن دواويننا اللغوية لا تحوي مفردات لغتنا من قياسية وغير قياسية فكيف يحاول امرؤ أن يجدها في كتاب صغير من المؤلفات التي في أيدينا؟
وبعد هذا نقول: إن عدم وجود عضد (المضعفة) في الإسفار التي أشار إليها حضرة الأستاذ وحيد بك لا ينفي وجودها. اللهم إلا أن ينص إنه لا يصاغ من عضد الثلاثي عضد المضاعف العين وهذا التصريح لم نعثر عليه في سفر.
وليسمح لنا سعادته أن نورد له بهذا الشأن ما وقع لنا قبل سنة 1910: كنا قد أدرجنا مقالة في إحدى مجلات بيروت استعملنا فيها كلمتين هما: (كلام ساذج) فقال لنا أديب أخطأتم في قولكم هذا، لأن الساذج - للكلام الذي لا نكت فيه ولا فقر ولا جناس ولا محسنات البديع - لم يرد في كلام

الصفحة 785