كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

العرب ولا في ديوان من دواوين اللغة. فقلنا له إنها وردت في الأساس. فقال: لا وجود للمادة نفسها فكيف تنسبون إليه فرعا لها؛ اللهم إلا أن يكون الأمر في أساس مخيلتكم. ثم نقرنا عن الكلمة في الأساس وفي جميع الكتب التي سرد أسماءها لنا حضرة البك فلم نعثر عليها. مع أننا كنا قد دوناها في معجمنا لكننا لم نذكر مظنتها وكنا نتذكر إننا رأيناها في الأساس. ولما لم نجدها في مادتها والأديب ينسب إلينا التهم واختلاق الشواهد، اضطررنا إلى مطالعة الأساس من أوله إلى آخره لنعثر على اللفظة فوجدناها في مادة غ
س ل، إذ يقول: (كلام فلان مغسول، ليس بمعسول؛ كما تقول: عريان وساذج: للذي لا ينكت فيه قائله كأنما غسل من النكت والفقر غسلا أو من حقه أن يغسل ويطمس). أهـ. ولما أطلعناه على النص اطمأن باله وهدأ. فيا حضرة البك إن دواويننا اللغوية لا تحوي جميع ألفاظ لغتنا.
3 - إن اتفاق غلط الطبع في المصباح المنير والمخصص يعد من اغرب الغرائب - إذا كان الأمر كما يقال - على إننا نستعبده لأننا لم نشاهد في هذين السفرين أغلاط طبع كثيرة حتى نضيف هذا إلى اخوته. ونحن نعلم العلم اليقين أن الأستاذ الشنقيطي كان ينعم نظره كل الإنعام في ما كان يطبع باسمه، بل ما كان يحتمل وهم طبع مثل هذا ينسل إلى ما يتولى نشره أو تأليفه أو طبعه ونحن نعارض الشنقيطي بأكبر اللغويين الأقدمين والمحدثين.
4 - إن اغلب مرادفات عضده (من باب التفعيل) جاء على هذا الباب من ذلك أيده وأجده وعقده وأطده ووكده وقواه ووثقه ومكنه وثبته وأكده ووطده وقرره إلى غيرها. على أن عضده المضاعف العين ورد في النهاية لابن الأثير قال في مادة (ع ض د): (وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - إنه كان أبيض معضدا. هكذا رواه يحيى بن معين وهو الموثق الخلق. أهـ. وهذه العبارة وردت أيضاً بحرفها في مستدرك التاج في مادة (ع ض د) وفي مجمع البحرين للشيخ الطريحي في المادة المذكورة وهذا نصها: والأخبار قد يعضدها كذا (بتشديد الضاد) أي يقويها من عضدته إذا قويته. أهـ.
5 - إن (عضده) (بالتشديد) لغة مفخمة في أيده. وذلك إن من قبائل

الصفحة 786