كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

هجوم الأخوان عليها ساعة حضوركم فيها فتنالكم الأذية فنوسم بسمة التعصب والهمجية (فضحك القوم لذلك). أما من جهة طول السفر ومشقته فلا أرى لهما مانعا لوجود الطيارات (فزاد الضحك والتصفيق استحسانا). ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح إذ قررت اللجنة ما تقدم ذكره.
أما الخطب التي قيلت فبعضها بالافرنسية فالألمانية فالإنكليزية فالهندية فالعربية وكانت خطب الألمانية أمتع من سواها في جلال الموضوع وإشباع البحث والتدقيق في التحقيق.
وقد كان المندوبون عن مصر الدكتور طه حسين والأستاذ جاد المولى وعن سورية العلامة الشهير السيد محمد كرد علي وعن لبنان السيد الحوراني نزيل منجستر وعن تركية الأستاذ كبرلي زاده محمد فؤاد بك وعن إيران الأستاذ ميرزا محمد خان القزويني.
وخطب المستر وولي مدير الحفريات في اور خطبة نفيسة عن أعماله في أور عما اكتشفه فيها وذكر أن قد ثبت له أن مدنية أور أقدم من مدنية مصر ثم قال الأستاذ الأكبر ارنست هرتسفلد المعروف لدى العراقيين وخطب خطبة بديعة عن حفرياته في إيران اظهر فيها أن مدنية فارس أقدم من مدنية أور لأنها ترتقي إلى العصر الحجري. ذكرت هتين الخطبتين خاصة لأنهما صادرتان من منبعيهما وتتعلقان بالعراق خاصة.
لندن: 6 - 9 - 1928
كاظم الدجيلي
وكتب إلينا صديقنا العلامة ف. كرنكو أن أمتع ما سمعناه كان كلام مبعوثي المغرب المسيو ليفي بروفنسال وابن شنب. وتاج هذه المباحث كان الخطبة العربية البليغة التي خطبها السيد محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي (المحنى) ووزير المعارف في سورية فإنه بين بأجلى البراهين ما للمستشرقين من الفضل في إحياء العلوم الغربية في المشرق. ولما كانت عباراته دررا رطبة تنثرها شفتاه لم يصعب فهمها علينا نحن المستعربين المساكين ولاسيما لأن صوته جلي.
وكتب إلينا صديق ثالث (ا. ج) كان لألمانية سبعون عالما ممثلا للجان المؤتمر التسع وقد اظهروا من البراعة في المباحث التي عالجوها ما ادهش جميع حضنة العلم والتحقيق، على إنها كانت

الصفحة 796