كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 6)

ومما روته لنا مقدمة الخطيب ما ذكرته عن جامعي الرصافة والخليفة. قالت في ص 61 بعد كلامها عن جامع المدينة، مدينة المنصور بالجانب الغربي:
(وأما المسجد الجامع بالرصافة فأن المهدي بناه في أول خلافته. اخبرنا بذلك محمد. . . قال سنة 159 (775) فيها بنى المهدي المسجد الذي بالرصافة فلم تكن صلاة الجمعة تقام بمدينة السلام إلا في (مسجدي المدينة والرصافة) إلى وقت خلافة المعتضد فلما استخلف أمر بعمارة القصر المعروف بالحسنى على دجلة سنة 280 (893م) وأنفق عليه ما لا عظيما رسمها وأمر ببناء مطامير في قصر رسمها هو للصناع فبنيت. . . وجعلها حابس للأعداء وكان الناس يصلون الجمعة في الدار. وليس هناك رسم المسجد إنما يؤذن للناس الدخول وقت الصلاة ويخرجون عند انقضائها. فلما استخلف المكتفي في سنة 289 (901م) نزل القصر وأمر بهدم المطامير التي كان المعتضد بناها وأمر أن يجعل موضعها
(مسجد جامع في داره) يصلي فيه الناس فعمل ذلك. وصار الناس يبكرون إلى (المسجد الجامع في الدار) يوم الجمعة فلا يمنعون من دخوله ويقيمون فيه إلى آخر النهار وحصل ذلك رسما ثانيا إلى الآن. واستقرت صلاة الجمعة ببغداد في المساجد الثلاثة التي ذكرناها إلى وقت خلافة المتقي). اهـ
ويلوح لي أن ابن الجوزي في كتابه مناقب نقل عن مقدمة الخطيب لما يبين لي من تشابه الجمل والكلام. قال ابن الجوزي في ص 21: (جامع الرصافة) بناه المهدي في أول خلافته إلى أن ولي المعتضد وعمر القصر الحسني في سنة 280 فكان يأذن للناس في الدخول يوم الجمعة للصلاة وليس قد رسم مسجدا. فلما استخلف المكتفي في سنة 289 أمر بهدم مطامير كان قد عملها

الصفحة 8