كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 7)
في يوبيل أنستانس الذهبي
قصيدة لشاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء جميل صدقي الزهاوي:
سلام على عهد الرقي المحبب ... سلام على حزب الشباب المهذب
سلام على المستشرقين وعطفهم ... على النخبة الأنجاب من نسل يعرب
وإني محيي للعروبة إنها ... قد استيقظت من نومها بعد أحقب
وقد أخذت تعدو لتبلغ سؤلها ... برغم الرزايا والشقاء المخيب
وإن لأبناء العراق تأهباً ... ولا تكذب الآمال في المتأهب
إذا جن ليل الخطب أو طال ساجيا ... تألق منهم كوكب بعد كوكب
لهم أمل أن يدركوا شأو غيرهم ... وإن شط عنهم وهو أفضل مأرب
فساروا على فجر من الحق صادق ... وليس على وعد من البرق خلب
ولا أدعي أنا بلغنا مرادنا ... ولكننا فوق الطريق المقرب
فيا عين قري بالذي تشدينه ... ويا نفس سري بالحفاوة واطربي
وإني لأرجو للعراق تقدماً ... يضاهي هبوب العاصف المتوثب
وإني إذا هبت من الغرب نفحة ... لأول مفراح بها ومرحب
وما إن نما غرس الرجاء من الحيا ... ولكنما من دمعي المتصبب
ومرت ليال كنت فيها لشقوتي ... وحيدا أقاسي غيهبا تلو غيهب
لقد كان مني الروح فيها معذبا ... ولكن ضميري لم يكن بمعذب
ويحسب قوم في التعصب رشدهم ... وما آخر الأيام غير التعصب
وهل يتساوى القصد بين مشرق ... ليدرك غايات الهدى ومغرب
وكنت ركبت الصعب أبلو جاهداً ... فما قل مجهودي ولا ذل مركبي
عشية ما في الرافدين سلامة ... ولا العيش في كل العراق بطيب
عشية لا عبد الحميد بسامع ... دعائي ولا مني فروق بمقرب
وما كان ما تأتي الشعوب بثورة ... ولكن حمى الدم المتلهب
فمنم بريء مذنب من خيانة ... أتاها ومنهم مذنب غير مذنب
ولم ننتفع بالعلم إلا صبابة ... تجرعها مثر بمشهد مترب
الصفحة 2
912