كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 7)

كبيرة من مطير والعجمان يرافقه ابن مشهور وأتباعه وهاجم عشيرة العوازم بقيادة القائد تركي (أحد قواد جلالة الملك عبد العزيز السعود) على مسير يومين عن الكويت؛ فدارت بينهم معركة حامية أسفرت عن مقتل ولد فيصل الدويش الثالث واسمه بدر. ومصرع ابن مشهور فرحان (وهو أحد قواد الدويش) وتشتيت شمل الدويش ورجاله.
ثم قالت علمنا أن القوة السعودية ومن معها من عربان الجنوب والصوابر والمساحمة وذو غياض أمام الدويش وقواته والبريكات والهدالين والأساعدة وغيرهم من العوازم أمام العجمان ودار رحى القتال بينهم نحو ست ساعات تقريبا وانكسرت السرية السعودية ومن معها. أما بقية العوازم فقد ثبتوا للعجمان واضطروهم على التقهقر إلى منازلهم وفي ثاني يوم المعركة أي الأحد الموافق 2 جماد (كذا) انسحب الدويش من محل المعركة وعسكر على مشاش أبو ذعار ومن هناك أخذ يبث السرايا للتضييق على بقايا العوازم وبعد أن قام في معسكره يوم الأربعاء أمر قواته بالزحف مرة ثانية وقصده من هذا الزحف هو أن يجهز على البقية الباقية من العوازم ومن معهم وفعلا تقدمت القوات ونزلت في محل يسمى (ركبة) فأدرك العوازم الخطر المحدق بهم إذ هم لم يلتمسوا الصلح عاجلا فعند ذاك أرسلوا يلتمسون الصلح من الدويش مباشرة بواسطة رسول أرسلوه لمعسكر الدويش فانتهز الدويش الرسول قائلا: (إذا هم يريدون الصلح فليأتوا على الحسنى والإساءة) أي بدون قيد ولا
شرط وعند ذاك التمس العوازم مرة أخرى من الدويش أن يرسل لهم جعران الفقم وهم يأتون نزولا عند إرادة الدويش وبالفعل توجه الفقم صباح الجمعة الموافق 7 جماد الأول إلى مضارب العوازم وأتى معه مبارك بن مانع الملعبي رئيس العوازم وعبد الله بن فيشان من رجالاتهم وعرضوا طاعتهم على الدويش وبايعوه على الكتاب والسنة وانحسم الخلاف بين العوازم والدويش بعد أن زهقت مئات الأرواح من الطرفين وفقد العوازم نحو 15 ألف رأس من الضأن و15000 رأس من الإبل.
وهناك إشاعة بأن الدويش غادر معسكره على رأس قوة كبيرة ميمما شطر الجنوب ولا يعرف وجهته بالدقة والواقفون على بواطن الأمور يقولون أنه ربما يريد أطراف الأحساء والقطيف.

الصفحة 911