كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 8)

كان للألعاب الرياضية مقام جليل منذ القدم، وعهد التاريخ بها من قرون قبل الميلاد، وانتشرت عند المصريين القدماء ونالت أسمى حظوة عند الرومانيين حتى أنهم أسسوا لها الجامعات لتدريب المتروضين وأقاموا الأبنية الشامخة المدرجة المسماة عندهم (بالانفيتياتر) لمشاهدة تلك الألعاب المروضة للأبدان.
فلنبحث الآن عن شأن الألعاب في عصرنا هذا ونجل النظر في الفسحة الممتدة من الشرق إلى الغرب، فلماذا نرى؟ نرى إخواننا شبان مصر مجتهدين، ساعين كل السعي، وقد اشتركوا في الألعاب (الأولمبية) حتى فاز شاب منهم ببطولة العالم في حمل الأثقال، ثم ترى في كل بلدة ذات شأن من بلاد الهند ميداناً متسعاً معموراً مختصاً بالألعاب.
وقد جعل الغربيون للألعاب الرياضية منزلة، لا تقل عن منزلة العلوم، وفي كل مدرسة، أو جامعة في أميركة، يرى اختصاصيون في الألعاب الرياضية، تدفع إليهم المبالغ الطائلة، التي تربو في بعض الأحيان على عشرة آلاف (دولار) في السنة لتدريب الطلاب فيها.
وألفت حكومة فرنسة بعد الحرب العظمى ديواناً خاصاً بالألعاب وألحقته بنظارة وزارتي الصحة والمعارف، ثم ارتفع شأن هذا الديوان، فأصبح وزارة مستقلة تعد لكل رجل أو امرأة، ما يطلبه أو تطلبه من الألعاب الرياضية.
وأما الألعاب الرياضية عند الأمة الإنكليزية، فهي من لوازم الحياة عندهم نرى الإنكليزي يتمرن من طفولته حتى كهولته، وبرعت هذه الأمة في الألعاب الرياضية، وفازت فيها، فابتكرت ألعاباً متنوعة، ولها يوم عطله عام أطلق عليه اسم (يوم الملاكمة) وهو يوافق ال 26 من كانون الأول (دليسنبر).
ولننظر الآن في منافع الألعاب الرياضية، فهي تحسن الصحة، وتقوي البدن، وتثبت روح الرياضة أي أنها تمنع الضغينة عند الانكسار، وتوسع الكرامة عند الانتصار، وتدرب الشاب على الشجاعة، والمهارة، والاعتماد على النفس، بحيث لا ييأس إذا غلب ولا يغتر إذا ظفر.
أيتها الشبيبة، دعينا ننهض، ونطلب إلى سادة الأمة، أن تمن علينا بوسائل للرياضة، فيكون للتلميذ في المدرسة مدرب يدربه على هذا المنحى، وبعد إكمال

الصفحة 724