كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 8)

والمروج الغن
وذات المركز التجاري الخطير. وليس في ديار الكرد في العراق بلدة تماثلها، بكثرة الحاصلات، وسعة التجارة، وخطورة المركز وبداعة المنظر. والمشهور أن سليمان باشا البابان هو الذي أمر بإنشائها في عام 1197هـ 1782م إذ جعلها إمارته، إلا أن معلمة الإسلام تذكر بان إبراهيم باشا هو الذي أمر ببناء هذه المدينة، عام 1199هـ 1784م. إكراماً لوالي بغداد. عام 1780 إلى 1784، وهو بيوك سليمان باشا، فنسب إلى الوالي، وكانت السليمانية في بادئ الأمر قرية صغيرة حقيرة فلما شرع الباشا يقيم فيها المباني الشاهقة والصروح الفخمة. تبعة الاهلون في ذلك فلم تزل في تقدم حتى بلغت درجة عنيت بها الحكومة وجعلتها متصرفية. وهي اليوم بلدة جسيمة فيها صروح عالية. وثكنات عسكرية كبيرة، وجادات مبلطة، ودور حسنة وأسواق تناسب أهميتها، ومتنزهات بديعة جداً، ومجالس انس تأخذ بمجاميع القلوب، وجوامع كبيرة وتكايا كثيرة تقام فيها الصلاة والطرائق الدينية المعروفة في هاتيك الديار.
3 - موقعها وهواؤها ولغة أهاليها
وتقع بلدة السليمانية في وسط سلسلة من الجبال، متصل بعضها ببعض وهي تبعد عن شرقي كركوك 76 ميلاً. وهواؤها جيد جداً إلا انه يشتد في موسم الشتاء حين تكسو الثلوج قمم الجبال المحيطة بجميع أطرافها. ويقاوم الاهلون البرودة بمواقد مقفلة، يشغلون فيها الخشب الذي يكثر في هذا اللواء. أما في الصيف فالهواء لطيف معتدل. والمياه اجري فيها منحدرة من الجبال والعيون منتشرة هنا وهناك.
ولغة البلدة الكردية بالطبع، إلا أن فيها جماعة كبيرة تحسن التكلم بالعربية لاختلاطها بالمدن العربية، وتعاطيها البيع والشراء مع الأعراب. وقد نبغ فيها جماعة من العلماء الاعلام، والشعراء الكبراء والفقهاء الإجلاء، واللغويين المقتدرين، والقواد العظام، حتى تدرج بعضهم إلى مناصب الحكومة الرفيعة. واكتفى بعض المتدينين بما حصل عليه من ورع وتقى.
4 - حاصلات المدينة
وحاصلات المدينة وضواحيها اكثر من أن تعد لان معظم سكانها مولع

الصفحة 732