كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 8)

والاها) اشتباه على ارجح في نظرنا لان مملكة ماذي المشهورة في اصطلاح جغرافيي العرب كابن حوقل والمقدسي وغيرهما بالجبل أو بلاد الجبال هي العراق العجمي وليست جبال الأهواز.
ويدل عليه قول (استرابون) الجغرافي اليوناني الشهير أن ميديا أو ماذي تقسم إلى ماذي الكبيرة وعاصمتها (اكباتان) أي (همذان) وذكر حدود تلك المملكة (أي ماذي الكبيرة) بما يحصل منها اليوم إنها تحد من طرف الشمال (بجيلان) و (مازندران) ومن الشرق ببلاد (اري) طبرستان ومن الجنوب بجبال كرند ولرستان الحالية ومن المغرب ببلاد الأرمن وأما (ماذي الصغيرة) فهي على ما ذكر تنطبق حدودها على أذربيجان وكانت تسمى
(تروباتين) وقد فضل القول فيها (استرابون) في كتابه في الجغرافية وقد ذكرها (بلينوس) الحكيم الطبيعي المعروف في كتب العرب باسم (سلساس) المصحف الذي هو صاحب التأليف في علم الطبيعة والنجوم والجغرافية وغيرها وهو أيضاً ذكر أن حدها الجنوبي (فارس وخوزستان) والثانية معروفة ب (سوزيانة) في لسان قدماء الجغرافيين.
وكان تعريب كلام زكريا بن محمد بن محمود القزوبني صاحب كتاب عجائب المخلوقات وتعريب كلام حمد الله المستوفي في القزويني منقولاً في مقالتنا ثم ورد الجزء الثامن من لغة العرب ورأينا في جواب الأستاذ النفيسي غنى عنه.
زنجان: أبو عبد الله الزنجاني
نزيب ونصيبين
جاء في مجلتكم (ج 8 ص 624 لهذه السنة) عند البحث نصيبين ونزيب أن نصيبين: (. . . واقعة على الفرات واشتهرت في سنة 1893 بانتصار إبراهيم باشا على الترك). وهذا سهو ظاهر. إذ أن البليدة التي انتصر قربها جيش إبراهيم هي (نزيب) وهي قرب عينتاب (كذا. لعله يريد عين تاب) في الشمال الشرقي من حلب. وأما نصيبين فاشهر من أن تذكر من بلاد الجزيرة في الشمال الغربي من الموصل والجنوب الشرقي من ماردين بعيدة عن الفرات بعداً شاسعاً.
الدكتور داود الجلبي

الصفحة 776