كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 8)

الفزاري (كذا):
منطق رائع وتلحن أحيا ... ناً وخير الحديث ما كان لحناً)
فيرى الأب صاحب المجلة أن المقصود من هذا البيت اللحن الذي هو الغلط في الكلام، ولكن أساتذة الأدب نبهوا على هذا البيت، واللحن المستحسن من المرأة هو الظرف، والفطنة، والكناية، واللغز، لا اللحن الذي هو خلاف الصواب. وأول من أشار إلى هذا المعنى في تأليفه السيد المرتضى:
قال يحيى بن علي المنجم: قال: حدثني أبي قال: قلت للجاحظ: أني قرأت في فصل من كتابك المسمى بكتاب البيان والتبيين (1: 82 من طبعة المطبعة السلفية) إنما يستحسن من النساء اللحن في الكلام، واستشهد ببيتي مالك بن أسماء الفزاري:
وحديث ألذه هو مما ... ينعت الناعتون يوزن وزنا
منطق صائب وتلحن أحيا ... ناً وأحلى الحديث ما كان لحنا
قال هو كذلك فقلت: أما سمعت بخبر هند ابنة أسماء بن خارجة مع زوجها الحجاج، حين لحنت في كلامها، وهي عنده. فقال تلحنين وأنت شريفة في بيت قيس؟ قالت: أما سمعت قول أخي مالك لامرأته الأنصارية؟ قال: ما هو؟ قالت: قال:
وحديث. . . الخ
قال لها الحجاج: إنما عنى أخوك: أن المرأة فطنة، فهي تلحن بالكلام إلى غير الظاهر بالمعنى، لتستر معناه، وتوري عنه وتفهمه من أرادت بالتعريض كما قال الله عز وجل: (ولتعرفنهم في لحن القول) ولم يرد أخوك الخطأ من الكلام، والخطأ لا يستحسن من أحد. فوجم الجاحظ ساعة، ثم قال: لو سقط إلي هذا الخبر اولا، قلت ما تقدم. فقلت له: فأصلحه. فقال الآن، وقد سار به الكتاب في الآفاق.
وفي الحديث: (لعل أحدكم يكون ألحن بحجة من بعض) أي افطن لها وأغوص بها، إنما يسمى التعريض لحنا، لأنه ذهاب بالكلام إلى خرف جهته.
فهذا خلاصة هذا الفصل ومن أراد التوسع فعليه بكتب الأدب، فلا عتب

الصفحة 784