كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 8)

الترجمة والكتابة فيها. ونعلم أن تلك المدينة كانت تزاحم الدنيا بتجارته قد
عثر على آثار عمل في اللغات الست مما يدل على أن المدينة كان لها منطقة واسعة في التجارة.
وبين الدكتور (شفر) أن (زفونة) كانت تتخذ اللغة البابلية في الأمور السياسية مع الدول المجاورة لها ويظهر أن الوزراء، المختصين بالشؤون الخارجية لفراعنة مصر، اختاروا لهم تلك اللغة ايضاً، ومما يثبت هذه الحقيقة، وجود صورة معاهدة تشبه في زمانها معاهدة (فرسايل) العصرية وتنص على تعديل حدود ثلاث مدن مهمة في فينيقية القديمة.
وكان سكان (زفونة) نفسها والمرابع التي تحيط بها، يتكلمون لغة (سامية) ويكتبونها بحسب الكتابة التي اكتشفتها البعثة. أما العلماء والكهنة، فكانوا آثروا التكلم (بالشمرية) وهي لغة خشنة من اصل عراقي عريق في القديم وكانت هذه اللغة في زمانها، كاللاتينية عند علمائنا في عهدنا هذا.
كان عندهم جدول مرادفات
وأما اللغة الرابعة التي اتخذت في (زفونة) فكانت المصرية وكان ينطق بها الموظفون في زمن سيادة الفراعنة واللغة الخامسة كانت (الميتنية) وهي لغة سكان سورية الشمالية.
واللغة السادسة (الحثية) التي جاء بها التجار من آسية الصغرى، قبل احتلال الجيوش (لزفونة) تلك الجيوش التي أفنت المدينة عن آخرها. وذلك في نحو سنة 1200 ق. م فلم يقم لها قائم بعد ذلك.
وكان من وظائف نساخ هذه الخزانة خزانة قصر الأمراء، الترجمة من لغة إلى لغة أخرى في الألسنة الستة المذكورة ووضعوا لهم معاجم متقومة من صفائح كبيرة من الاجر، فيها حقول الكلمات ليتسنى لهم أمر الترجمة، وكانت في الأغلب ترجمة الكلم في حقل ثان من هذه الصفائح. ووجد في صفيحة منها، جدول المرادفات، حتى لا يكرر النقلة الكلمة عينها عدة مرار. وقد عثرت البعثة على بعض صفائح تبين أن هناك طلاباً حديثي السن، كانوا ينقلون الكلمة نفسها مرات عديدة. فكانوا يشبهون تلاميذ عصرنا هذا، يخطون اكثر في الأحيان أما فوق السطر، وأما تحته. وقلما تراهم يكتبون على طول السطر. وكان عملهم هذا دون عمل اللغويين بكثير.

الصفحة 799