كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 8)

رغبة عد كبير من الأشراف والتجار في أجراء الانتخاب، أذاع في 5 أيلول اتخاذ التدابير لأجل انتخاب الهيئة التفتيشية في اليوم التالي ولما كان قد اتصل به أن عدداً صغيراً من الأشراف مال إلى المقاطعة. لعلهم بان الانتخابات حرة، وليس هناك من يجبرهم على الاشتراك: أن لم يرغبوا في ذلك، كما انه لا حق لأحد، أن يمنع الراغبين من الاستعمال حريتهم، سواء كان بالقوة، أو الارهاب، أو التهديد. وإبان وكيل المتصرف، أن فعلا كهذا يعد جرماً خطيرا ومن واجب الحكومة حماية المنتخبين منه.
وفي صبيحة اليوم السادس من شهر أيلول أرسلت بطاقات الدعوة إلى نحو 30 من الأشراف، الذين يمثلون كافة محلات البلدة لأجل حضورهم سراي الحكومة لإجراء الانتخاب، وقد حضروا ليلاً واجتمعوا برئاسة رئيس البلدية.
وبعد ذلك جاءت الأخبار بان ما يقارب ال 50 من تلاميذ المدارس والرعاع اخذوا يجتمعون في السوق ويكرهون أصحاب الحوانيت على غلقها ويجمعون الناس، وتقدموا بعد ذلك نحو سراي الحكومة حيث منعهم من التجمع صف من الشرطة. ونظراً لازدياد المتجمهرين وخروجهم على النظام، اتضحت ضرورة إحضار النجدة، فطلب إلى قائد حامية الجيش العراقي إرسال 100 جندي، غير مسلح لمساعدة أفراد الشرطة.
إن حراجة الموقف كانت آخذة بالازدياد، وشوهد عدد من المتجمهرين يستعمل كراسي المقاهي كسلاح ضد أفراد الشرطة، الذين جرح بعضهم، وعلى ذلك ظهر لزوم لوجود قوة، فعدل الطلب الاول بان طلبت سرية مسلحة.
وقد اقتحم المتجمهرون إذ ذاك صفوف الشرطة القليلي العدد، وبدءوا يرشقون الشرطة
وسراي الحكومة، بالحجارة فطلب إلى قائد الحامية إرسال فوج لأجل تعزيز السرية التي كانت في طريقها إلى السراي.
وقد اشتد رشق الحجارة وازدادت الهراوات والعصي لدى المتجمهرين، وما فتئ أن وقف سيل الحجارة عند وصول سرية المشاة المسلحة السراي. ومع أن قسماً من المجتمعين اخذوا بالانسحاب، فقد قلت أكثريتهم في

الصفحة 801