كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 9)

وقد ذكر فيها أن المستشرق شيفر قال: (هكذا مكتوبة) مشتقة من (تل اللوح) وإذ كانت وفاة هذا المستشرق في سنة 1898 يجوز أن يقال انه ذهب إلى هذا الرأي بعد عثور الأعراب على خزانة الصفائح. وكان وجودها بعد انتهاء موسم التنقيب في ربيع سنة 1894 فحدا ذلك بشيفر إلى قوله الذي ذكرته كما يجوز انه كان قالها قبل ذلك التأريخ إذ لا اعلم سنة قوله.
وكيفما كان الأمر فان هذا الاشتقاق كما بينته آنفاً لم يجذبني إليه فاسلم بصحته. فالكلمة - على ما اعتقده - ما هي إلاِّ بنت من بنات أفكار المستشرق العارف بالعربية فظن أن له صلتين: صلة لفظية، وصلة معنوية. وهذه الصلة الأخيرة لوجود الألواح (الصفائح) هناك.
كان لرأي شيفر وقع هيج في ما هو كامن في صدري من حب الوقوف على أصل الكلمة فتذكرت إن للأديب الفاضل رزوق عيسى في هذه المجلة الغراء مقالة في المدن القديمة في العراق وأن فيها بحثاً عن (تلو) فرجعت إليها وهي المعنونة بسمي القديمة المدروجة في سنة (1930) (8: 81) لأقابل ما فيها بقول شيفر فوقفت على البحث وللكاتب عليه تعليق ومأخذه كتاب (بين النهرين) لبارفت. وبحثه هو هذا:
(حفر أعراب البادية في خرائب (تلو) (أي لجش) وهي شربر لا القديمة فوجدوا صفائح آجر كثيرة جداً بحيث اخذ يبيع الحفارون ملء قارب

الصفحة 3