كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 9)

كيلومترات. وخرائبها ظاهرة للعيان. ذكرتها عرضاً في هذه المجلة (6: 424 ح) ويسميها الأعراب (المنارة) ولعل سبب هذه التسمية شخوص اثر فيها - لا يزال قائماً - يقال أنه بقايا باب وعلى رأي آخر بقايا منارة. ولم أر هذه الأطلال. وهي - كما كنت قد قلت - واقعة على دجلة المندرسة التي نسميها اليوم (الدجيلة) (بالتصغير). وكانت دجلة هذه تجري في هذا
العقيق في سنة 961هـ (1553م) بدليل أن الرئيس التركي (سيدي علي) ذهب منحدراً راكباً النهر من بغداد إلى البصرة في السنة المذكورة بطريق واسط ثم (زكية) على ما جاء في كتابه (مرآت الممالك) (ص 16). ولو لم تكن واسط التي مر بها واسطاً (المنارة) لما كانت تفضي به الطريق إلى (زكية) وهي على دجلة كما نعرف من رحلات عديدة. وقد ذكرها ياقوت وذكر أيضاً كلشن خلفا وغيره زكية ونهرها ولو كان مرور سيدي علي بواسط (القرية) التي على شط الأعمى لأفضت به الطريق إلى الفرات أو مياهه. وموقع المنارة على بعد خمسة وعشرين كيلومتراً من الحي في شرقه. فهي الآن - بين الغراف ودجلة - بعيدة عن كل نهما.
رصافة الميمون: جاء في معجم البلدان: (رصافة واسط هي قرية بالعراق من أعمال واسط بينهما عشرة فراسخ. . .) أهـ. وقد هدتنا مجلة المجمع إلى الميمون في المشترك لياقوت فوجدت فيه: (الميمون نهر من أعمال واسط قصبته الرصافة.) وهي معروفة حتى اليوم بالرصافة بدون نسبة إذ لا رصافة غيرها في أنحائها. وموقعها بين الغراف ودجلة في ما يسمى اليوم (بجزيرة السيد أحمد الرفاعي) وهي في جنوب (المنارة) (واسط) بخط مستقيم نحو

الصفحة 6