كتاب مجلة لغة العرب العراقية (اسم الجزء: 9)

على ما فيها، فهي تشتمل على مراكز المتصرفيات، ومراكز الاقضية، ومراكز النواحي، والقرى وحدود المملكة وسكك الحديد والطرق الصالحة لسير السيارات، والأودية الجافة، والأراضي المعرضة للغرق، والبلدان القديمة والجسور ومضايق الجبال والعبارات والنفاطات (محلات النفط) وارتفاع الجبال بالأقدام. وقد اصطلح على كل هذه المواطن بالإشارات اللازمة وبثلاثة أنواع من الحبر: بالأسود والأحمر والأزرق. وأما القبائل والعشائر المحتلة تلك الأرضين فقد عني بها عناية خاصة لا مزيد عليها.
فلا جرم أن هذه الخريطة من أحسن الخرائط التي أنشئت لهذه الغاية.
109 - مباحث في فجر التصوف في الشرق الأدنى والأوسط
(بالإنجليزية)
تأليف مرغريت سميث معلمة في الآداب ودكتورة في الفلسفة، قيمة الكتاب ستة شلنات ونصف.
عرف القراء هذه الآنسة الإنكليزية من كتابها (رابعة المتصوفة (المعروفة في أخبار العرب برابعة العدوية) واتباعها الأولياء في الإسلام (راجع لغة العرب 7: 263)، ثم وضعت كتاباً آخر سمته (مقدمة في إخبار التصوف) واليوم تبعث إلينا بمصنف جديد هو الذي ذكرنا اسمه فويق هذا. وتحصر مواضيعه في الكلام على التصوف منذ نشوءه إلى تبسيطه في فجر النصرانية في الشرق الأدنى والأوسط، إلى المائة السابعة للميلاد. ويتلوه انتشاره في الإسلام مع تفاصيل عن اتصاله بالتصوف النصراني مع ذكر أول أخباره عند
المسلمين.
فأنت ترى من هذه النظرة المجملة أن الآنسة الدكتورة تتابع المجرى المتدفق اليوم في ديار الغرب، ذلك المجرى الذي مادته التحدث عن علم السلوك والسالكين، وارتقاء النفس إلى الخالق من منزلة إلى منزلة ارفع، وقد وضع الغربيون لهذه المباحث الطيبة. مجلات وكتباً تمعن في هذا المعنى إمعاناً بعيداً، كل أمة في لغتها والآنسة الذكية أتقنت لغتنا كل الإتقان، وأخذت تستقي لأبناء لغتها ماء نميراً من معين لغتنا، وتفيضه على المتكلمين بلغتها بعبارة سلسة، واضحة، فصيحة،

الصفحة 792