كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

بني هاشم، ثم اختار من بني هاشم سيد ولد آدم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - (¬١).
وكذلك اختار أصحابَه من جملة العالمين، واختار منهم السابقين الأولين، واختار منهم أهل بدر، وأهل بيعة الرضوان. واختار لهم من الدين أكمله، ومن الشرائع أفضلها، ومن الأخلاق أزكاها (¬٢) وأطهرها.
واختار أمته - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأمم، كما في «مسند الإمام أحمد» وغيره (¬٣) من حديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حَيدة، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنتم توفون (¬٤) سبعين أمةً أنتم خيرها وأكرمها على الله». قال علي بن المديني وأحمد: حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده صحيح (¬٥).
وظهر أثر هذا الاختيار في أعمالهم، وأخلاقهم، وتوحيدهم، ومنازلهم في الجنة، ومقامهم في الموقف؛ فإنهم أعلى من الناس على تَلٍّ فوقهم
---------------
(¬١) أخرجه مسلم (٢٢٧٦) من حديث واثلة بن الأسقع.
(¬٢) بعده في ن زيادة: «وأطيبها».
(¬٣) أخرجه أحمد (٢٠٠٢٩، ٢٠٠٤٩) والترمذي (٣٠٠١) والنسائي في «الكبرى» (١١٣٦٧) وابن ماجه (٤٢٨٨، ٤٢٨٧). حسنه الترمذي، وصححه الحافظ في «الفتح» (٨/ ٢٢٥).
(¬٤) مب، ن: «موفون».
(¬٥) أما علي بن المديني فقد وثق بهز بن حكيم في «علله» (ص ١٤٤)، وانظر: «الجرح والتعديل» (٢/ ٤٣٠). وأما أحمد فقد قال عنه: «صالح الإسناد» كما نقله ابن قدامة في «المغني» (٤/ ٧) وابن عبد الهادي في «تنقيح التحقيق» (٣/ ١٤٢) وابن الملقن في «البدر المنير» (٥/ ٤٨٨). وينظر: «المجروحين» لابن حبان (١/ ٢٢٢) و «ميزان الاعتدال» (١/ ٣٥٣ - ٣٥٤) و «تهذيب الكمال» (٤/ ٢٦١ وما بعدها).

الصفحة 20