كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
النسائي (¬١): صدقة ليس بشيء، وهذا حديث منكر.
وأما حديث أبي سيَّارة المُتَعي، فهو من رواية سليمان بن موسى عنه، قال البخاري (¬٢): سليمان بن موسى لم يُدرِك أحدًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأما حديث عمرو بن شعيب الآخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ من العسل العُشْرَ، ففيه أسامة بن زيد (¬٣) يرويه عن عمرو، هو ضعيف عندهم. قال ابن معين (¬٤): بنو زيد ثلاثتهم ليسوا بشيء. وقال الترمذي (¬٥): ليس في ولد زيد بن أسلم ثقة.
وأما حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، فما أظهرَ دلالتَه لو سلم من عبد الله بن محرَّر (¬٦) راويه عن الزهري (¬٧)! قال البخاري في حديثه هذا (¬٨): عبد الله بن محرر متروك الحديث، وليس في زكاة العسل شيء يصح.
---------------
(¬١) نقله ابن عبد الهادي في «تنقيح التحقيق» (٣/ ٦١).
(¬٢) كما في «العلل الكبير» ص ١٠٧ - ١٠٨).
(¬٣) بعدها في المطبوع: «بن أسلم». وليست في النسخ.
(¬٤) في «تاريخه» برواية الدوري (٣/ ١٥٧) ولفظه: «ليس حديثهم بشيء جميعًا».
(¬٥) لم أجده بنصه أو نحوه. انظر: «الجامع» عقب (٧١٩) و «العلل الكبير» (ص ٤١٨).
(¬٦) ق، ك، ع، ب، م: «محرز»، تصحيف.
(¬٧) ق، ب، م، مب: «عن الزبير»، تحريف.
(¬٨) أما كلامه على ابن محرر ففي «التاريخ الكبير» (٥/ ٢١٢). وأما قوله: «وليس في زكاة العسل شيء يصح» فقد نقله عنه الترمذي في «العلل الكبير» (ص ١٠٧) لما سأله عن حديث ابن عمر.