كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
وجب عليه، والآخذُ بأخْذِه (¬١) ما لا يستحق، فتولَّد من بين الطائفتين (¬٢) ضررٌ عظيم على المساكين، وفاقةٌ شديدة أوجبتْ لهم أنواعَ الحِيَل والإلحاف في المسألة.
والربُّ سبحانه تولَّى قِسمةَ (¬٣) الصدقة بنفسه وجزَّأَها ثمانيةَ أجزاء، يجمعها صنفان من الناس:
أحدهما: من يأخذ لحاجته (¬٤)، فيأخذ بحسب شدة الحاجة وضعفها وكثرتها وقلتها، وهم: الفقراء، والمساكين، وفي الرِّقاب، وابن السبيل.
والثاني: من يأخذ لمنفعته، وهم: العاملون عليها، والمؤلَّفةُ قلوبُهم، والغارمون لإصلاح ذات البين، والغُزاة في سبيل الله.
فإن لم يكن الآخذ محتاجًا، ولا فيه منفعة للمسلمين، فلا سَهْمَ له في الزكاة.
فصل
وكان (¬٥) إذا عَلِم من الرجل أنه من أهل الزكاة أعطاه، وإن سأله أحدٌ من الزكاة (¬٦) ولم يعرف حاله أعطاه، بعدَ أن يخبره أنه لا حظَّ فيها لغنيٍّ ولا
---------------
(¬١) في المطبوع: «يأخذ» خلاف النسخ.
(¬٢) ج، ع: «الظالمين».
(¬٣) في المطبوع: «قسم». والمثبت من النسخ.
(¬٤) ب، مب: «لحاجة».
(¬٥) بعدها في المطبوع: «من هديه - صلى الله عليه وسلم -». وليست في النسخ.
(¬٦) في المطبوع: «من أهل الزكاة». والمثبت من النسخ.