كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

وبعض النَّاس يفضِّله على العسل لقلَّة حرارته ولينه. وهذا تحاملٌ منه على العسل، فإنَّ منافع العسل أضعاف منافع السُّكَّر، وقد جعله الله شفاءً ودواءً وأُدْمًا (¬١) وحلاوةً. وأين نفعُ السُّكَّر من المنافع التي يدخل فيها العسل (¬٢): من تقوية المعدة، وتليين الطَّبع، وإحداد البصر، وجلاء ظلمته، ودفع الخوانيق (¬٣) بالغرغرة به، وإبرائه من الفالج واللَّقوة ومن جميع العلل الباردة الَّتي تحدث في جميع البدن (¬٤) من الرُّطوبات، فيجذبها من قعر البدن؛ وحفظِ صحَّته، وتسمينه (¬٥)، والزِّيادة في الباه، والتَّحليل والجلاء، وفتح أفواه العروق، وتنقية المعى، وإحدار الدُّود، ومنع اللحم (¬٦) وغيره من العفَن، والأُدْم النَّافع، وموافقة من غلب عليه البلغم والمشايخ وأهل الأمزجة الباردة. وبالجملة، فلا شيء أنفع منه للبدن، وفي العلاج وعَجْن (¬٧) الأدوية وحفظ قواها، وتقوية المعدة، إلى أضعافِ أضعافِ (¬٨) هذه المنافع. فأين للسُّكَّر مثل هذه المنافع والخصائص أو قريبٌ منها؟ والله الموفِّق.
---------------
(¬١) كذا مضبوطًا في الأصل (ف). وفي النسخ المطبوعة: «إدامًا».
(¬٢) في النسخ المطبوعة: «من منافع العسل»، وهو تصرف من بعض النساخ.
(¬٣) الخوانيق ورم يحدث في الحنك واللهاة والمبلع. انظر: «التنوير» للقمري (ص ٥٦).
(¬٤) في مصورة الأصل (ف) بعده خرم بقدر ورقتين.
(¬٥) بعده زيادة في النسخ المطبوعة: «وتسخينه».
(¬٦) في النسخ المطبوعة: «التخم»، تحريف.
(¬٧) في النسخ المطبوعة: «عجز»، تصحيف.
(¬٨) ساقط من النسخ المطبوعة إذ ظنه بعضهم مكرَّرًا.

الصفحة 525