كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

حرف الميم
ماء (¬١): مادَّة الحياة، وسيِّد الشَّراب، وأحد أركان العالم؛ بل ركنه الأصليُّ، فإنَّ السَّماوات خُلِقت من بخاره، والأرضُ من زَبَده. وقد جعل الله منه كلَّ شيءٍ حيٍّ.
وقد اختلف فيه: هل يغذو، أو ينفذ الغذاء فقط؟ على قولين، وقد تقدَّما (¬٢)، وذكرنا القول الرَّاجح ودليله.
وهو باردٌ رطبٌ، يقمع الحرارة، ويحفظ على البدن رطوباته، ويردُّ عليه بدلَ ما تحلَّل منه، ويرقِّق الغذاء، وينفذه في العروق (¬٣).
وتعتبر جودة الماء من عشرة طرقٍ:
أحدها: من لونه بأن يكون صافيًا.
الثَّاني: من رائحته بأن لا تكون له رائحةٌ البتَّة.
الثَّالث: من طعمه بأن يكون عذب الطَّعم حلوه، كماء النِّيل والفرات.
الرَّابع: من وزنه بأن يكون خفيفًا رقيق القوام.
الخامس: من مجراه بأن يكون طيِّب المجرى والمسلك.
السَّادس: من منبعه بأن يكون بعيد المنبع.
---------------
(¬١) كتاب الحموي (ص ٤٨٤ - ٤٩٠).
(¬٢) في ذكر هديه - صلى الله عليه وسلم - في الشراب (ص ٣٢٤).
(¬٣) سبقت هذه الفقرة أيضًا في هديه - صلى الله عليه وسلم - في الشراب.

الصفحة 577