كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

ومنعٌ من عفونتها وفسادها، ونفعٌ من الجرب المتقرِّح.
وإذا اكتُحِل به قلع اللَّحم الزَّائد من العين، ومحَقَ الظَّفرَة (¬١). والأندَرانيُّ (¬٢) أبلغ في ذلك. ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار، ويُحْدِر البراز. وإذا دُلِك به بطون أصحاب الاستسقاء نَفعهم. وينقِّي الأسنان، ويدفع عنها العفونة، ويشدُّ اللِّثة ويقوِّيها.
ومنافعه كثيرةٌ (¬٣).

حرف النُّون
نخل: مذكورٌ في القرآن في غير موضعٍ. وفي «الصَّحيحين» (¬٤): عن ابن عمر قال: بينما نحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ أتي بجُمَّار نخلةٍ، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ من الشَّجر شجرةً مثلُها مثلُ الرَّجل المسلم، لا يسقط ورقها. أخبروني ما هي؟». فوقع النَّاس في شجر البوادي، فوقع في نفسي أنَّها النَّخلة، فأردت أن أقول: هي النَّخلة. ثمَّ نظرت، فإذا أنا أصغر القوم سنًّا، فسكتُّ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هي النَّخلة». فذكرتُ ذلك لعمر، فقال: لأن تكون قلتَها أحبُّ إليَّ من كذا وكذا.
ففي هذا الحديث: إلقاء العالم المسائل على أصحابه، وتمرينهم،
---------------
(¬١) من أمراض العين، وقد تقدمت (ص ٤٦٢).
(¬٢) نوع من الملح شديد البياض، والفصيح عند اللغويين: الذَّرَآني، بتحريك الراء وتسكينها.
(¬٣) في طبعة عبد اللطيف وما بعدها زيادة: «جدًّا».
(¬٤) البخاري (٦١) ومسلم (٢٨١١).

الصفحة 590