كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 6)
الكلمة (¬١).
وأصحاب (¬٢) الملاحم فركَّبوا ملاحمهم من أشياء:
أحدها: أخبار (¬٣) الكهَّان.
والثَّاني: أخبار منقولة عن الكتب السَّالفة متوارثة بين أهل الكتاب.
والثَّالث: من أمورٍ أخبر نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - بها جملةً وتفصيلًا.
والرَّابع: من أمورٍ أخبر بها من له كشفٌ من الصَّحابة ومن بعدهم.
والخامس: من مناماتٍ متواطئةٍ على أمرٍ كلِّيٍّ أو جزئيٍّ. فالجزئيُّ يذكرونه بعينه، والكلِّيُّ يفصِّلونه بحَدْسٍ وقرائنَ تكون حقًّا أو تُقارِب.
والسَّادس: من استدلالٍ بآثار عُلويَّةٍ جعلها الله سبحانه علاماتٍ وأدلَّةً وأسبابًا لحوادثَ أرضيَّةٍ لا يعلمها أكثر النَّاس، فإنَّ الله سبحانه لم يخلق شيئًا سُدًى ولا عبثًا (¬٤)، وربط سبحانه العالم العُلويَّ بالسُّفليِّ، وجعل عُلويَّه مؤثِّرًا في سُفليِّه دون العكس، فالشَّمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، وإن كان كسوفهما سببًا لشرٍّ (¬٥) يحدث في الأرض؛ ولهذا شرع سبحانه تغيير الشَّرِّ عند كسوفهما مما (¬٦) يدفع ذلك الشَّرَّ المتوقَّع من الصَّلاة
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (٣٢١٠) ومسلم (٢٢٢٨) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(¬٢) في المطبوع: «وأما أصحاب». والمثبت من النسخ.
(¬٣) في المطبوع: «من أخبار» وكذا فيما يلي. والمثبت من النسخ.
(¬٤) ص، د: «سرا ولا غيبًا»، تحريف.
(¬٥) في المطبوع: «لسبب شر» خلاف النسخ.
(¬٦) م، ح: «ما». وفي المطبوع: «بما». والمثبت من ص، د.