(¬١) وكان أحد العلماء الجامعين بين علوم شتَّى؛ كان إمامًا في الفقه، والأصول، والكلام، [والنحو] (¬٢)، والطب، والهندسة، وأكبَّ بالقاهرة على علم الحديث، فحصَّل منه كتبًا كثيرة نفيسة رواية ودراية كـ «الموطأ»، والكتب السِّتة، و «مُسْنَد أحمد»، و «المعجم الكبير» للطبراني، و «السنن الكبرى» للبيهقي، و «الحلية» لأبي نعيم، و «دلائل النبوة» للبيهقي، وغير ذلك.
وجمع كتابًا كبيرًا في الأحكام، وكتابًا آخر في الأحاديث الضعاف، وحدَّث بهما؛ قرأهما عليه الشيخ شرف الدين (¬٣) المزِّي.
وكان من خيار أهل العلم دينًا ومروءة، وانتفع به الناس، وتخرَّج به جماعة من الفضلاء كالشيخ برهان الدين (¬٤) الرَّشيدي، والقاضي محب الدين (¬٥) ناظر الجيوش، والشيخ شهاب الدين ابن النقيب، والشيخ صدر الدين (¬٦) الحلبي، وآخرون ٣).
---------------
(¬١) مما نقله ابن قاضي شهبة في تاريخه عن المصنِّف.
(¬٢) سقط من النسخة إثر ترميم خطأ طمس هذا الموضوع، والمثبت من تاريخ ابن قاضي شهبة، نقلًا عن المصنِّف.
(¬٣) هو: محمد بن أحمد بن أبي بكر، تُوُفِّي سنة ٧٦٦ هـ، وسترد ترجمته في ما يلي برقم (٤٩٧).
(¬٤) هو: إبراهيم بن لاجين بن عبد الله الأغري المصري، تُوُفِّي مطعونًا سنة ٧٤٩ هـ، وسترد ترجمته ضمن وفيات سنته برقم (١٤٨).
(¬٥) هو: محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم، الإمام العلَّامة، محب الدين، تُوُفِّي سنة ٧٧٨ هـ، وسترد ترجمته في ما يلي ضمن وفيات سنته برقم (٦٦٠).
(¬٦) لعله صدر الدين أبو بكر بن سعلس، الشهير بالحلبي المصري، شيخ خانقاه بشتاك، تُوُفِّي سنة ٧٦٢ هـ. إيضاح بغية أهل البصارة، ص ٣٧٧.