كتاب زاد المسير - المكتب الإسلامي (اسم الجزء: 4)

قوله تعالى ويعبدون من دون الله مالا يضرهم أي لا يضرهم إن لم يعبدوه ولا ينفعهم إن عبدوه قاله مقاتل والزجاج
قوله تعالى ويقولون يعني المشركين هؤلاء يعنون الأصنام قال أبو عبيدة خرجت كنايتها على لفظ كناية الآدميين وقد ذكرنا هذا المعنى في الأعراف 191 عند قوله وهم يخلقون وفي قوله شفعاؤنا عند الله قولان أحدهما شفعاؤنا في الآخرة قاله أبو صالح عن ابن عباس ومقاتل والثاني شفعاؤنا في إصلاح معايشنا في الدنيا لأنهم لا يقرون بالبعث قاله الحسن
قوله تعالى قل أتنبئون الله بمالا يعلم قال الضحاك أتخبرون الله أن له شريكا ولا يعلم الله لنفسه شريكا في السموات ولا في الأرض وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون
قوله تعالى وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا قد شرحنا هذا في سورة البقرة 213 وأحسن الأقوال أنهم كانوا على دين واحد موحدين فاختلفوا وعبدوا الأصنام فكان أول من بعث إليهم نوح عليه السلام
قوله تعالى ولولا كلمة سبقت من ربك فيه ثلاثة أقوال
أحدها ولولا كلمة سبقت بتأخير هذه الأمة أنه لا يهلكهم بالعذاب كما أهلك الذين من قبلهم لقضي بينهم بنزول العذاب فكان ذلك فصلا بينهم فيما فيه يختلفون من الدين
والثاني أن الكلمة أن لكل أمة أجلا وللدنيا مدة لا يتقدم ذلك على وقته

الصفحة 16