تأويل الآية أن الحياة في الدنيا سبب لاجتماع المال وما يروق من زهرة الدنيا ويعجب حتى إذا استتم ذلك عند صاحبه وظن أنه ممتع بذلك سلب عنه بموته أو بحادثة تهلكه كما أن الماء سبب لالتفاف النبات وكثرته فإذا تزينت به الأرض وظن الناس أنهم مستمتعون بذلك أهلكه الله فعاد ما كان فيها كأن لم يكن والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون
قوله تعالى والله يدعوا إلى دار السلام يعني الجنة وقد ذكرنا معنى تسميتها بذلك عند قوله لهم دار السلام عند ربهم الأنعام 127 واعلم أن الله عم بالدعوة وخص الهداية من شاء لأن الحكم له في خلقه
وفي المراد بالصراط المستقيم أربعة أقوال
أحدها كتاب الله رواه علي عن النبي صلى الله عليه و سلم والثاني الإسلام رواه النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه و سلم والثالث الحق قاله مجاهد وقتادة والرابع المخرج من الضلالات والشبه قاله أبو العالية