كتاب زاد المسير - المكتب الإسلامي (اسم الجزء: 4)

المجرمون أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون
قوله تعالى قل لا أملك لنفسي ضرا الآية قد ذكرت تفسيرها في آيتين من الأعراف 34 و 188
قوله تعالى إن أتاكم عذابه بياتا قال الزجاج البيات كل ما كان بليل وقوله ماذا في موضع رفع من جهتين إحداهما أن يكون ذا بمعنى الذي المعنى مال الذي يستعجل منه المجرمون ويجوز أن يكون ماذا اسما واحدا فيكون المعنى أي شيء يستعجل منه المجرمون والهاء في منه تعود على العذاب وجائز أن تعود على ذكر الله تعالى فيكون المعنى أي شيء يستعجل المجرمون من الله تعالى وعودها على العذاب أجود لقوله أثم إذا ما وقع آمنتم به وذكر بعض المفسرين أن المراد بالمجرمين المشركون وكانوا يقولون نكذب بالعذاب ونستعجله ثم إذا وقع العذاب آمنا به فقال الله تعالى موبخا لهم أثم إذا ما وقع آمنتم به أي هنالك تؤمنون فلا يقبل منكم الإيمان ويقال لكم الآن تؤمنون فأضمر تؤمنون به مع آلآن وقد كنتم به تستعجلون مستهزئين وهو قوله ثم قيل للذين ظلموا أي كفروا عند نزول العذاب ذوقوا عذاب الخلد لأنه إذا نزل بهم العذاب أفضوا منه إلى عذاب الآخرة الدائم ويستنبؤنك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين
قوله تعالى ويستنبؤنك أي ويستخبرونك أحق هو يعنون البعث

الصفحة 38