كتاب زاد المسير - المكتب الإسلامي (اسم الجزء: 4)

يسأل من آمن برسول الله ومن كفر لأن أهل الكتاب والعلم بالسير متفقون على أن الأنبياء كلهم من البشروعلى الثاني إنما يسأل من آمن من أهل الكتاب وقد روي عن مجاهد فاسألوا أهل الذكر قال عبد الله بن سلام وعن قتادة قال سليمان الفارسي
قوله تعالى بالبينات والزبر في هذه الباء قولان
أحدهما أن في الكلام تقديما وتأخيرا تقديره وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا أرسلناهم بالبينات والزبر الكتب وقد شرحنا في آل عمران 184
قوله تعالى وأنزلنا إليك الذكر وهو القرآن باجماع المفسرين لتبين للناس ما نزل إليهم فيه من حلال وحرام ووعد ووعيد ولعلهم يتفكرون في ذلك فيعتبرون أفأمن الذين مكروا السيآت أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤف رحيم
قوله تعالى أفأمن الذين مكروا السيئات قال المفسرون أراد مشركي مكة ومكرهم السيئات شركهم وتكذيبهم وسمي ذلك مكرا لأن المكر في اللغة السعي بالفساد وهذا استفهام إنكار ومعناه ينبغي أن لا يأمنوا العقوبة وكان مجاهد يقول عنى بهذا الكلام نمرود بن كنعان
قوله تعالى أو يأخذهم في تقلبهم فيه اربعة أقوال
أحدها في أسفارهم رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال قتادة

الصفحة 450