كتاب زاد المسير - المكتب الإسلامي (اسم الجزء: 4)

أحدهما أنهم الجاعلون وهم المشركون والمعنى لما لا يعلمون لها ضرا ولا نفعا فمفعول العلم محذوف وتقديره ما قلنا هذا قول مجاهد وقتادة
والثاني أنها الأصنام التي لا تعلم شيئا وليس لها حس ولا معرفة وإنما قال يعلمون لأنهم لما نحولها الفهم أجراها مجرى من يعقل على زعمهم قاله جماعة من أهل المعاني قال المفسرون وهؤلاء مشركو العرب جعلوا لأوثانهم جزءا من أموالهم كالبحيرة والسائبة وغير ذلك مما شرحناه في الأنعام 139
قوله تعالى تالله لتسألن رجع عن الإخبار عنهم إلى الخطاب لهم وهذا سؤال توبيخ
قوله تعالى ويجعلون لله البنات قال المفسرون يعني خزاعة وكنانة زعموا أن الملائكة بنات الله سبحانه أي تنزه عما زعموا ولهم ما يشتهون يعني البنين قال أبوسليمان المعنى ويتمنون لأنفسهم الذكور
قوله تعالى وإذا بشر أحدهم بالأنثى أي أخبر أنه قد ولد له بنت ظل وجهه مسودا قال الزجاج أي متغير تغير مغتم يقال لكل من لقي مكروها قد اسود وجهه غما وحزنا
قوله تعالى وهو كظيم أي يكظم شدة وجده فلا يظهره وقد شرحناه في سورة يوسف 84
قوله تعالى يتوارى من القوم قال المفسرون وهذا صنيع مشركي العرب كان أحدهم إذا ضرب امرأته المخاض توارى إلى أن يعلم ما يولد له فان كان ذكرا سر به وإن كانت أنثى لم يظهر أياما يدبر كيف يصنع في أمرها وهو قوله تعالى أيمسكه على هون فالهاء ترجع إلى ما في قوله ما بشر به والهون في كلام العرب الهوان وقرأ ابن مسعود وابن

الصفحة 458