كتاب زاد المسير - المكتب الإسلامي (اسم الجزء: 4)

ما ذكر في الأنعام 126 وهو قوله وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر وما ظلمناهم بتحريمنا ما حر منا عليهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بالبغي والمعاصي
قوله تعال ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة قد شرحناه في سورة النساء 17 وشرحنا في البقرة 160 التوبة والاصلاح وذكرنا معنى قوله من بعدها آنفا إن إبرهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتبيه وهديه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين
قوله تعالى إن إبراهيم كان أمة قال ابن الأنباري هذا مثل قول العرب فلان رحمة وفلان علامة ونسابه ويقصدون بهذا التأنيث قصد التناهي في المعنى الذي يصفونه والعرب قد توقع الأسماء المبهمة على الجماعة وعلى الواحد كقوله فنادته الملائكة آل عمران 39 وإنما ناداه جبريل وحده وللمفسرين في المراد بالأمة هاهنا ثلاثة أقوال
أحدها أن الأمة الذي يعلم الخير قاله ابن مسعود والفراء وابن قتيبة
والثاني أنه المؤمن وحده في زمانه روى هذا المعنى الضحاك عن ابن عباس وبه قال مجاهد
والثالث أنه الإمام الذي يقتدى به قاله قتادة ومقاتل أو عبيدة وهو في معنى القول الأول فأما القانت فقال ابن مسعود هو المطيع وقد شرحنا القنوت في البقرة 116 238 وكذلك الحنيف البقرة 135

الصفحة 503