كتاب زاد المسير - المكتب الإسلامي (اسم الجزء: 5)

والرابع انها نزلت في خباب وبلال وعمار ومهجع ونحوهم من الفقراء كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا يجد ما يعطيهم فيعرض عنهم ويسكت قاله مقاتل فعلى هذا القول والذي قبله تكون الرحمة بمعنى الرزق
قوله تعالى فقل لهم قولا ميسورا قال ابو عبيدة لينا هينا وهو من اليسر وللمفسرين فيه ثلاثة أقوال
احدها انه العدة الحسنة قاله ابن عباس والحسن ومجاهد
والثاني انه القول الجميل مثل ان يقول رزقنا الله واياك قاله ابن زيد وهذا على ما تقدم من قوله
والثالث انه المداراة لهم باللسان على قول من قال هم المشركون قاله ابو سليمان الدمشقي وعلى هذا القول تحتمل الآية النسخ
ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه كان بعباده خبيرا بصيرا ولا تقتلو اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطأ كبيرا
قوله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك سبب نزولها ان غلاما جاء الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ان امي تسألك كذا وكذا قال ما عندنا اليوم شيء قال فتقول لك اكسني قميصك قال فخلع قميصه فدفعه اليه وجلس في البيت حاسرا فنزلت هذه الاية قاله ابن مسعود وروى جابر

الصفحة 29